ووردت الأخبار من ناحية العراق بالتقاء عسكري السلطان مسعود و [ابن] أخيه داود ، وأن عسكر السلطان مسعود ظهر على عسكر السلطان داود ، وكسره وقتل من مقدميه وأجناده جماعة وافرة من السنة (١).
وفي سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة ترددت المراسلات من الأمير شجاع الدولة أبي الفوارس المسيّب بن علي بن الحسين الصوفي وجماعة المقيمين بصرخد ، وكتب الأمير أمين الدولة كمشتكين الأتابكي الوالي بصرخد الى الأمير شهاب الدين محمود بن تاج الملوك ، وإلى الأمير شجاع الدولة بزواج ، والحاجب أسد الدين أكز في إلتماس الأذن لهم في العود إلى دمشق ، والسؤال
__________________
على ما بايعت عليه أباه وأخاه وابن أخيه في ولاية عهده ـ وكنت بايعت الامام المستظهر بالله لما خدمته في وكالة الدار سنة تسعين وبقيت الى سنة سبع وخمسمائة ثم وليت ديوان الانشاء ، وبايعت المسترشد والراشد ـ ثم قمنا من عنده ودخل الى الدار ، ودخل العلماء والفقهاء والقضاة وأكابر الناس أجمع ، فبايعوه ، وحضر السلطان مسعود بعد ثلاثة أيام وبايعه ، وبايعه جميع أصحابه من خواجا [الوزير] والأمير حاجب ، وجميع أرباب دولته واستبد له الأمر ، واستقر في الخلافة ... وأما ما كان من الراشد فإنه خرج مع أتابك زنكي في صفر سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة الى الموصل ، ومعه قاضي القضاة الزينبي ، وجلال الدين أبو الرضا بن صدقة ابن أخي الوزير أبي علي ، وبقي عنده مدة ، فوصل معه الى باب نصيبين ، وأقام أياما ، ثم عاد الى الموصل وانفصل عن أتابك ، ومضى الى السلطان مسعود حتى يستأذنه ويمضي الى السلطان سنجر ، وقيل قصد السلطان داود ودخل عليه حتى يرده الى الخلافة ، فلما قارب أصفهان خرج عليه قوم من الملاحدة ، ودخلوا عليه وقتلوه في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة ، وحمل الى أصفهان دفن بها في مدينة شهرستان من أصفهان على فرسخ ، ... وكانت خلافته من حيث بويع له بعد قتل أبيه الى أن بويع المقتفي أحد عشر شهرا زائدا فناقصا ، وقيل إن السلطان نفذ من دخل عليه وقتله ...
(١) كذا في الأصل ولا وجه لها ، وخبر المعركة مفصلا في ابن الأثير : ٨ / ٣٦٠ حيث هزم الجيشان بعضهما بالتناوب.