الى غيره قد ثنيت ، وأعيدت المناجيق الى ناحية حمص من بعلبك ، وقيل إن الخبر وافاه من جهة الرها بأن جماعة من الأرمن عملوا عليها ، وأرادوا الايقاع بمن فيها من مستحفظيها ، وأن مكتوم سرهم ظهر ، ومخفي أمرهم بدا وانتشر ، وأن الجناة أخذوا وتتبعوا ، وقوبلوا على ذلك بما يقابل به من يسعى في الأرض بالفساد ، من : القتل ، والصلب ، والتشريد في البلاد.
وفي أوائل شعبان من السنة وردت الأخبار من ناحية بغداد ، بوصول السلطان غياث الدنيا والدين مسعود بن محمد (١) بن ملك شاه إلى بغداد ، وقيل أنه وجل من أخيه السلطان طغرل بن محمد (٢) ، لأنه قد جمع ، واجتهد فيما حشد ، وهو عازم على لقائه والإيقاع بعسكره.
وفي هذه السنة وردت الأخبار من ناحية مصر بوفاة الأمير المعظم أبي المظفر خمارتاش الحافظي ، صاحب باب الإمام الحافظ لدين الله أمير المؤمنين ، صاحب مصر بعلة عرضت له وقضى فيها نحبه ، وقيل إنه كان حسن الطريقة جميل الفعل ، مشكور القصد.
قال الرئيس الأجل مجد الرؤساء أبو يعلى حمزة بن أسد بن محمد التميمي : قد انتهيت في شرح ما شرحته من (١٥٣ ظ) هذا التاريخ ورتبته وتحفظت من الخطأ والخطل والزلل فيما علقته ، من أفواه الثقات ونقلته وأكدت الحال فيه بالاستقصاء والبحث الى أن صححته إلى هذه السنة المباركة ، وهي سنة أربعين وخمسمائة ، وكنت قد منيت منذ سنة خمس وثلاثين وخمسمائة وإلى هذه الغاية بما شغل الخاطر عن الاستقصاء عما يجب إثباته في هذا الكتاب ، من الحوادث المتجددة في الأعمال ، والبحث عن الصحيح منها ، في جميع الأحوال ، فتركت بين كل سنتين من السنين بياضا في الأوراق
__________________
(١) في الأصل : «مسعود بن محمود بن محمد» ، ومحمود زيادة حذفت وسبق مثل هذا.
(٢) في الأصل : «طغرل بن محمود» وأبدلت محمود بمحمد ، وسبق مثل هذا.