علي [في](١) الرقة.
وتوجه الملك ولد السلطان المقيم كان معه فيمن صحبه ، وانضم إليه ، إلى ناحية (٢) الموصل ، ومعه سيف الدين غازي بن عماد الدين أتابك ، رحمهالله ، وامتنع عليهم الوالي بالموصل على كوجك أياما إلى حين تقررت الحال بينهم ، ثم فتح الباب ، ودخل ولده واستقام له الأمر (١٥٥ و) وانتصب منصبه.
وعاد الأمير سيف الدولة سوار وصلاح الدين في تلك الحال إلى ناحية حلب ، ومعهم الأمير نور الدين محمود بن عماد الدين أتابك ، وحصل بها ، وشرع في جمع العساكر وانفاق المال فيها ، واستقام له الأمر وسكنت الدهماء وفصل عنه الأمير صلاح الدين (٣) وحصل بحماة ولايته ، على سبيل
__________________
(١) أضيف ما بين الحاصرتين كيما يستقيم السياق. انظر الحاشية الثالثة التالية.
(٢) هو الملك ألب أرسلان بن السلطان محمود ، انظر حول ملابسات الصراع على السلطة بعد مقتل زنكي ، الباهر : ٨٤ ـ ٨٦.
(٣) الياغيسياني ، وقد نقل ابن العديم في ترجمة زنكي في كتابه بغية الطلب أن قاتل زنكي «جاء الى تحت القلعة فنادى أهل القلعة : شيلوني فقد قتلت السلطان فقالوا له : إذهب الى لعنة الله قد قتلت المسلمين كلهم بقتله ، وافترقت العساكر ، فأخذ أولاد الداية نور الدين محمود الملك العادل بن عماد الدين زنكي ، وطلبوا حلب والشام ، فملكها وسار أجناد الموصل بسيف الدين غازي الى الموصل وأعمالها فملكها وملك الجزيرة ، وبقي عماد الدين أتابك زنكي وحده ، فخرج إليه أهل الرافقة فغسلوه بقحف جرة ، ودفنوه على باب مشهد الامام علي عليهالسلام في جوار الشهداء من الصحابة». ونقل الفارقي في تاريخه رواية وثائقية حول مقتل زنكي ووصف الحال بعده حيث قال : «ولقد سألت الوالي المصدر الكامل قاضي القضاة كمال الدين أبو الفضل محمد بن عبد الله الشهرزوري ، أدام الله ظله في سنة أربع وأربعين وخمسمائة بالموصل عن قتل أتابك وما جرى ، فقال : كنا نازلنا القلعة مدة ، فلما كان بعض الأيام خرج الأمير حسام الدين المنبجي وصاح : أريد أكلم الأمير علي ـ وهو سيف الدولة أبو الحسن علي بن مالك ـ فتراءى له من على السور ، وقال له : تعلم ما بيني وبينك من الصداقة ، وأنت تعرف أتابك وما هو عليه ، ومالك من تلتجئ إليه ولا من يصرفه عنك ، والرأي أن تسلم وإلا إن أخذها بالسيف يجري