ظهره مع جبلين هناك ، ووصل إليه الأمير جندار صاحب أذربيجان (١) في ألف فارس ، ووصله الأمير ايلدكز (٢) في خمسة آلاف فارس ، ووصله خاصبك بلنكري (٣) في إثني عشر ألفا ، قويت بهم شوكته ، ونهض إلى جهة بوزبه عند ذلك ، وعبأ كل فريق منهما مصافه في يوم السبت من شهر (٤) ... منذ غداته إلى وقت العصر منه ، وكسرت الميمنة السلطانية ، وفيها الأمير (٥) جندار (١٦٠ و) والميسرة فيها الأمير تبر ، وبقي السلطان في القلب ، وعرف أن بوزبه يقصده ، فقال للأمير جندار : أنا المطلوب أقم أنت مكاني تحت الشمسة ، فإن بوزبه يطلبها لقصدي ، ففعل ونهض السلطان في جملة وافرة من العسكر ، وجاء من وراء عسكر بوزبه ، وحمل بوزبه وقصد مكان السلطان تحت الشمسة ، فلما قرب بوزبه في حملته من الشمسة كبابه جواده ، وسقط إلى الأرض ، فانفل عسكره ، وأدركته الخيل ، فأخذ هو وخواصه وابن عباس ، ووزير بوزبه يقال له صدر الدين بن الخوجندي وكان قد أعان بوزبه على تسلم أصفهان ، فجازاه على ذلك باستيزاره (٦).
وفي يوم الخميس الحادي والعشرين من شهر ربيع الآخر ، وصل رسول مصر إلى دمشق بما صحبه من تشريف وقود ومال برسم ظهير الدين ومعينه ، على جاري الرسم في مثل ذلك.
__________________
(١) في الأصل : «حيدر صاحب زنكان» وهو تصحيف صوابه ما أثبتنا. انظر المصادر المذكورة سابقا.
(٢) في الأصل «أكز» وهو تصحيف صوابه ما أثبتنا. انظر المصادر السابقة.
(٣) في الأصل : «بلنكي» وهو تصحيف صوابه ما أثبتنا. انظر المصادر السابقة.
(٤) لم أعثر في المصادر على من حدد شهر المعركة ، الذي جاء فراغا بالأصل.
(٥) هو جاولي بك الجندار صاحب أذربيجان.
(٦) صدر الدين بن الخجندي هو محمد بن عبد اللطيف ، كان من كبار علماء الشافعية ، توفي سنة ٥٥٢ ه ، ترجم له السبكي في طبقات الشافعية الكبرى. ط. بيروت : ٤ / ٨٠ ، ونقل أنه «كان إماما فاضلا مناظرا ، فحلا واعظا ، مليح الوعظ ، سخي النفس جوادا ... وكان بالوزراء أشبه من العلماء ... وكان لرياسته يمشي وحوله السيوف».