فدفن فيها في اليوم ، ولم يخل من باك عليه ومؤبن له ، ومتأسف على فقده بجميل أفعاله وحميد خلاله ، ورثي بهذه الأبيات المختصرة وهي :
كم غافل وسهام الموت مصمية |
|
تصميه في غفلة منه ونسيان |
بينا تراه سريع الخطو في وطر |
|
حتى تراه صريعا بين أكفان |
كذاك كان بزان في أمارته |
|
ما بين جند وأنصار وأعوان |
هبت رياح الرزايا في منازله |
|
فغادرتها بلا أنس وجيران |
أمسى بقبر وحيدا جنب مدرسة |
|
بلا رفيق ولا خل واخوان |
ما عاينت نعشه عين مؤرقة |
|
إلا بكته بأنواء وتهتان |
فرحمة الله لا ينفك زائره |
|
لحدا حوى جسمه منه بغفران |
ولا اغبّت ثراه كل مرعدة |
|
تهمي عليه بغيث ليس بالواني |
حتى تروضه منها بصيبها |
|
بكل زهر غضيض ليس بالفاني |
ما دامت الشهب في الأفلاك دائرة |
|
وناحت الورق ليلا بين أغصان(١٩٦ و) |
من يفعل الخير في الدنيا فقد ظفرت |
|
يداه بالحمد من قاص ومن دان |
وفي يوم الخميس مستهل صفر من السنة ، رفع القاضي زكي الدين أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى بن علي ، قاضي دمشق الى الملك العادل نور الدين رقعة يسأله فيها الإعفاء من القضاة والاستبدال به ، فأجاب سؤاله ، وولى قضاء دمشق القاضي الأجل الإمام كمال الدين بن الشهرزوري ، وهو المشهور بالتقدم ، ووفور العلم ، وصفاء الفهم ، والمعرفة بقوانين الأحكام ، وشروط استعمال الإنصاف ، والعدل ، والنزاهة عن الاسفاف ، وتجنب الهوى والظلم ، وحكم بين الرعايا بأحسن أفصال في الحكم ، وكتب له