الشام ، ومعه جمع عظيم ، فلما رأى ذلك المعز استعظم الأمر ، وتحير وارتبك في أمره ، فجمع حاشيته ووزراءه (*)
... (١) وتحصنوا بالسور وعظم الأمر على المعزّ وتحيّر في أمره ولم ينفعه كتابه إليه ولا ترهيبه عليه ولم يقدم على الظهور بعسكره اليه (٢) ، وكان حسان بن جراح الطائي (٣) بعسكره مع القرمطي ، وكان قوته وشدته به ،
__________________
(*) نهاية المستدرك من مختصر تاريخ ثابت ، حيث تتطابق المعلومات بعد ذلك.
(١) نهاية سقط من أول الكتاب مقداره أربع عشرة ورقة.
(٢) إثر احتلال جوهر الصقلبي لمصر وجه القائد جعفر بن فلاح نحو الشام فاصطدم ببقايا القوى الاخشيدية في فلسطين فقهرها ، ومن ثم أخذ الطريق نحو دمشق فاصطدم في منطقة حوران بقبائل عقيل مستعينا عليها ببني مرة وفزارة ثم وصل دمشق فاصطدم الفاطميون بأهل المدينة يتقدمهم أحداث المدينة.
والأحداث هي منظمة شبه عسكرية شعبية بلدية ، وكان من بين زعماء أحداث دمشق مقدم اسمه محمد بن عصودا ، تصدى فيمن تصدى لجعفر بن فلاح إنما عندما أخفق هرب من دمشق يريد الأحساء وقد رافقه ظالم بن موهوب (أو مرهوب) العقيلي ، وهناك في عاصمة دولة القرامطة أطلع الحسن الأعصم زعيم القرامطة على حوادث الشام الجديدة ، وكان للقرامطة أتاوة سنوية كبيرة يأخذونها من الاخشيدية حكام الشام قطعت بالاحتلال الفاطمي ، لهذا ولأسباب كثيرة ساق الأعصم جيوشه إلى الشام بعدما نال تشجيع ومساعدة بغداد ، فأوقع بقوات ابن فلاح وقتل ابن فلاح نفسه ثم توجه نحو مصر وحاصر القاهرة دون نجاح ، حيث انسحب القرمطي عائدا إلى الشام ، وعند ارتفاع خطر القرامطة ، راسل جوهر الصقلبي الخليفة المعز لدين الله الفاطمي ودعاه إلى القدوم الى مصر فلبى الدعوة ، سنة ٣٦٢ ه / ٩٧٣ م ، وفي سنة ٣٦٣ ه وصل القرامطة مجددا الى مصر وحاصروا المعز ، وطال الحصار على المعز ، وكتب الى القرمطي رسالة مطولة بالغة الأهمية ، ولقد سبق لي معالجة هذا الموضوع في كتابي أخبار القرامطة ، دمشق ١٩٨١ ، كما أنني نشرت في ملاحق كتابي مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية ، ط. دمشق ١٩٧٥ ، ص : ٣١٣ ـ ٣٤٨ ترجمه كل من جعفر بن فلاح وجوهر الصقلبي من مخطوطة كتاب المقفي للمقريزي.
(٣) حسان بن علي بن جراح أمير قبائل في فلسطين ، انظر كتابي أخبار القرامطة : ٦٢ ، ١٩٠ ، ٣٨٧ ، ٤٠٤.