القصر ، وبرجوان يبكي ويقول لهم : يا عبيد مولانا احفظوا العزيز في ولده ، وارعوا فيه ما تقدّم من حقه ، وهم يبكون لبكائه.
وركب الحسن بن عمار في كتامة ومن انضاف إليهم من القبائل ، وغيرهم وخرج إلى الصحراء وتبعوه وتبعه وجوه البلد ، فصار في عدد كثير ، وفتح برجوان خزائن السلاح ، وفرّقه على الغلمان والرجال ، وأحدقوا ومن معهم بالقصر من المشارقة والعامة (٣٤ ظ) بقصر الحاكم ، وعلى أعلاه الخدم والجواري يصرخون ، وبرز منجوتكين وبارجتكين وينال الطويل ، وخمسمائة فارس من الغلمان ، ووقعت الحرب بينهم وبين الحسن إلى وقت الظهر ، وحمل الغلمان عليه ، فانهزم ، وزحفت العامة إلى داره فانتهبوها ، وفتحوا خزائنه ، وتفرقوا ما فيها ، والتجأ الحسن إلى بعض العامة فاستتر عنده ، وتفرق جميع من كان معه ، وفتح برجوان باب القصر ، وأجلس الحاكم وأوصل إليه الناس ، وأخذ له بيعة مجددة على الجند ، فما اختلف عليه أحد وكتب الامانات لوجوه كتامة وقواد الدولة ، وراسلهم بما تطيب به نفوسهم من إقامة عذرهم فيما كان منهم ، فحضرت الجماعة وأعطت أيمانها على السمع والطاعة ، فاستقام الأمر لبرجوان ، وكتب الكتب إلى أشراف دمشق ووجوه أهلها ، يأمرهم بتطييب نفوسهم ، ويبعثهم على القيام على القائد أبي تميم سلمان بن جعفر بن فلاح والإيقاع به ، وكتب إلى مشارقة الأجناد بالاجتماع معهم على المذكور ، والإعانة لهم عليه.
* * *