وفي إطلاقه على المعدوم بطريق الحقيقة خلاف ، ومن أطلق ذلك عليه فهو أنكر النكرات ، إذ يطلق على الجسم والعرض والقديم والمعدوم والمستحيل. القدرة : القوة على الشيء والاستطاعة له ، والفعل قدر ومصادره كثيرة : قدر ، قدرة ، وبتثليث القاف ، ومقدرة ، وبتثليث الدال : وقدر ، أو قدر ، أو قدر ، أو قدار ، أو قدار ، أو قدرانا ، ومقدرا ، ومقدرا.
الجملة من قوله : (يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ) لا موضع لها من الإعراب إذ هي مستأنفة جواب قائل قال : فكيف حالهم مع ذلك البرق؟ فقيل : (يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ) ، ويحتمل أن تكون في موضع جر صفة لذوي المحذوفة التقدير كائد البرق يخطف أبصارهم ، والألف واللام في البرق للعهد ، إذ جرى ذكره نكرة في قوله : (فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ) ، فصار نظير : لقيت رجلا فضربت الرجل ، وقوله تعالى : (أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ) (١). وقرأ مجاهد ، وعلي بن الحسين ، ويحيى بن زيد : يخطف بسكون الخاء وكسر الطاء ، قال ابن مجاهد : وأظنه غلطا واستدل على ذلك بأن أحدا لم يقرأ بالفتح إلا من خطف الخطفة. وقال الزمخشري : الفتح ، يعني في المضارع أفصح ، انتهى. والكسر في طاء الماضي لغة قريش ، وهي أفصح ، وبعض العرب يقول : خطف بفتح الطاء ، يخطف بالكسر. قال ابن عطية ، ونسب المهدوي هذه القراءة إلى الحسن وأبي رجاء ، وذلك وهم. وقرأ علي ، وابن مسعود : يختطف. وقرأ أبي : يتخطف. وقرأ الحسن أيضا : يخطف ، بفتح الياء والخاء والطاء المشددة. وقرأ الحسن أيضا ، والجحدري ، وابن أبي إسحاق : يخطف ، بفتح الياء والخاء وتشديد الطاء المكسورة ، وأصله يختطف. وقرأ الحسن أيضا ، وأبو رجاء ، وعاصم الجحدري ، وقتادة : يخطف ، بفتح الياء وكسر الخاء والطاء المشددة. وقرأ أيضا الحسن ، والأعمش : يخطف ، بكسر الثلاثة وتشديد الطاء. وقرأ زيد بن علي : يخطف ، بضم الياء وفتح الخاء وكسر الطاء المشددة من خطف ، وهو تكثير مبالغة لا تعدية. وقرأ بعض أهل المدينة : يخطف ، بفتح الياء وسكون الخاء وتشديد الطاء المكسورة ، والتحقيق أنه اختلاس لفتحة الخاء لا إسكان ، لأنه يؤدّي إلى التقاء الساكنين على غير حد التقائهما.
فهذا الحرف قرىء عشر قراءات : السبعة يخطف ، والشواذ : يخطف يختطف يتخطف يخطف وأصله يتخطف ، فحذف التاء مع الياء شذوذا ، كما حذفها مع التاء قياسا. يخطف
__________________
(١) سورة المزمل : ٧٣ / ١٥ ـ ١٦.