الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَقْرَبُوها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٨٧) وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٨٨)
الصيام والصوم : مصدران لصام ، والعرب تسمي كل ممسك صائما ، ومنه الصوم في الكلام (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً) (١) أي سكوتا في الكلام ، وصامت الريح : أمسكت عن الهبوب ، والدابة : أمسكت عن الأكل والجري ، وقال النابغة الذبياني :
خيل صيام وخيل غير صائمة |
|
تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما |
أي : ممسكة عن الجري. وتسمى الدابة التي لا تدور : الصائمة ، قال الراجز.
والبكرات شرهن الصائمة
وقالوا : صام النهار : ثبت حره في وقت الظهيرة واشتد ، وقال.
ذمول إذا صام النهار وهجرا
وقال :
حتى إذا صام النهار واعتدل |
|
ومال للشمس لعاب فنزل |
ومصام النجوم ، إمساكها عن اليسر ومنه.
كأن الثريا علقت في مصامها
فهذا مدلول الصوم من اللغة. وأما الحقيقة الشرعية فهو : إمساك عن أشياء مخصوصة في وقت مخصوص ويبين في الفقه.
الطاقة ، والطوق : القدرة والاستطاعة ، ويقال : طاق وأطاق كذا ، أي : استطاعه وقدر عليه ، قال أبو ذنب :
فقلت له احمل فوق طوقك إنها |
|
مطبعة من يأتها لا يضيرها |
الشهر مصدر : شهر الشيء يشهره ، أظهره ومنه الشهرة ، وبه سمي الشهر ، وهو :
__________________
(١) سورة مريم : ١٩ / ٢٦.