يحتمله اللقاء ، وإن من أحواله المواجهة بالشر ، ولا يحتاج لكن إلى جملة محذوفة قبلها ، لكن يحتاج ما بعد : لكن ، إلى وقوع ما قبله من حيث المعنى لا من حيث اللفظ ، لأن نفي المواجهة بالشر يستدعي وقوع اللقاء.
قال الزمخشري ، فإن قلت ، أين المستدرك بقوله : (وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَ). قلت ، هو محذوف لدلالة : (سَتَذْكُرُونَهُنَ) عليه (عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَ) فاذكروهن (وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا) انتهى كلامه.
وقد ذكرنا أنه لا يحتاج إلى تقدير محذوف قبل لكن ، بل الاستدراك جاء من قبل قوله : ستذكرونهن ، ولم يأمر الله تعالى بذكر النساء ، لا على طريق الوجوب ، ولا الندب ، فيحتاج إلى تقدير : فاذكروهن ، على ما قررناه قبل قولك : سألقاك ولكن لا تخف مني ، لما كان اللقاء من بعض أحواله أن يخاف من الملقي استدرك فقال : ولكن لا تخف مني.
والسر ضد الجهر ، ويكنى به عن الجماع حلاله وحرامه ، لكنه في سر ، وقد يعبر به عن العقد ، لأنه سبب فيه ، وقد فسر : السر ، هنا : بالزنا الحسن ، وجابر بن زيد ، وأبو مجلز ، والضحاك ، والنخعي. ومما جاء : السر ، في الوطء الحرام ، قوله الحطيئة :
ويحرم سر جارتهم عليهم |
|
ويأكل جارهم أنف القصاع |
وقال الأعشى :
ولا تقربن جارة إنّ سرها |
|
عليك حرام فانكحن أو تأبدا |
وقال ابن جبير : السر ، هنا النكاح. وقال ابن زيد معنى ذلك : لا تنكحوهن وتكتمون ذلك ، فإذا حلت أظهرتموه ودخلتم بهن ، فسمى العقد عليهن مواعدة ، وهذا ينبو عنه لفظ المواعدة.
قال بعضهم : جماعا وهو أن يقول لها : إن نكحتك كان كيت وكيت ، يريد ما يجري بينهما تحت اللحاف. وقال ابن عباس ، وابن جبير أيضا ، والشعبي ، ومجاهد ، وعكرمة ، والسدي ، ومالك ، وأصحابه ، والجمهور : المعنى : لا توافقوهن المواعدة والتوثق وأخذ العهود في استسرار منكم وخفية.
فعلى هذا القول ، والقول الذي قبله ، ينتصب ، سرا ، على الحال ، أي : مستسرين. وعلى القولين الأولين ينتصب على المفعول ، وإذا انتصب على الحال كان مفعول :