طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، يدل على ذلك قوله صلىاللهعليهوسلم لعدي : «إنما هو بياض النهار وسواد الليل» ، يعني في قوله تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) (١). وظاهر اللغة أنه من وقت الأسفار. وقال النضر بن شميل : ويغلب أول النهار طلوع الشمس. زاد النضر : ولا يعد ما قبل ذلك من النهار. وقال الزجاج ، في (كتاب الأنواء) : أول النهار ذرور الشمس ، واستدل بقول أمية بن أبي الصلت :
والشمس تطلع كل آخر ليلة |
|
حمراء يصبح لونها يتورد |
وقال عدي بن زيد :
وجاعل الشمس مصرا لا خفاء به |
|
بين النهار وبين الليل قد فصلا |
والمصر : القطع. وأنشد الكسائي :
إذا طلعت شمس النهار فإنها |
|
أمارة تسليمي عليك فودّعي |
وقال ابن الأنباري : من طلوع الشمس إلى غروبها نهار ، ومن الفجر إلى طلوعها مشترك بين الليل والنهار. وقد تقدمت مادّة نهر في قوله : (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) (٢). الفلك : السفن ، ويكون مفردا وجمعا. وزعموا أن حركاته في الجمع ليست حركاته في المفرد ، وإذا استعمل مفرد أثنى ، قالوا : فلكان. وقيل : إذا أريد به الجمع ، فهو اسم جمع ، والذي نذهب إليه أنه لفظ مشترك بين المفرد والجمع ، وأن حركاته في الجمع حركاته في المفرد ، ولا تقدر بغيرها. وإذا كان مفردا فهو مذكر ، كما قال : (فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (٣). وقالوا : ويؤنث تأنيث المفرد ، قال : (وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي) ، ولا حجة في هذا ، إذ يكون هنا استعمل جمعا ، فهو من تأنيث الجمع ، والجمع يوصف بالتي ، كما توصف به المؤنثة. وقيل : واحد الفلك ، فلك ، كأسد وأسد ، وأصله من الدوران ، ومنه : فلك السماء الذي تدور فيه النجوم ، وفلكة المغزل ، وفلكة الجارية : استدرار نهدها. بث : نشر وفرق وأظهر. قال الشاعر :
وفي الأرض مبثوثا شجاع وعقرب
ومضارعه : يبث ، على القياس في كل ثلاثي مضعف متعد أنه يفعل إلّا ما شذ. الدابة : اسم لكل حيوان ، ورد قول من أخرج منه الطير بقول علقمة :
__________________
(١) سورة البقرة : ٢ / ١٨٧.
(٢) سورة البقرة : ٢ / ٢٥.
(٣) سورة الشعراء : ٢٦ / ١١٩.