لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ (٢٧٣)
التميم : القصد يقال أمّ كردّ. وأمم كأخر ، وتيمم بالتاء والياء ، وتأمّم بالتاء والهمزة ، وكلها بمعنى وقال الخليل أممته قصدت أمامه ، ويممته قصدته من أي جهة كانت.
الخبيث : الرديء وهو ضد الطيب اسم فاعل من خبث.
الإغماض : التساهل يقال : أغمض في حقه تساهل فيه ورضي به ، والإغماض تغميض العين ، وهو كالإغضاء. وأغمض الرجل أتى غامضا من الأمر ، كما يقال : أعمن وأعرق وأنجد ، أي : أتى عمان والعراق ونجدا ، وأصل هذه الكلمة من الغموض وهو : الخفاء ، غمض الشيء يغمض غموضا : خفي ، وإطباق الجفن إخفاء للعين ، والغمض المتطامن الخفي من الأرض.
الحميد : المحمود فعيل بمعنى مفعول ، ولا ينقاس ، وتقدّمت أقسام فعيل في أول هذه السورة. وتفسير الحمد في أوّل سورته.
النذر : تقدّمت مادّته في قوله : (أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ) (١) وهو عقد الإنسان ضميره على فعل شيء والتزامه. وأصله من الخوف ، والفعل منه. نذر ينذر وينذر ، بضم الذال وكسرها ، وكانت النذور من سيرة العرب يكثرون منها فيما يرجون وقوعه ، وكانوا أيضا ينذرون قتل أعدائهم كما قال الشاعر :
الشاتمي عرضي ، ولم أشتمهما |
|
والناذرين إذا لقيتهما دمي |
وأما على ما ينطلق شرعا فسيأتى بيانه إن شاء الله.
نعم : أصلها نعم ، وهي مقابلة بئس ، وأحكامها مذكورة في النحو ، وتقدّم القول في : بئس ، في قوله : (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ) (٢).
التعفف : تفعل من العفة ، عف عن الشيء أمسك عنه ، وتنزه عن طلبه ، من عشق فعف فمات مات شهيدا. أي : كف عن محارم الله تعالى ، وقال رؤبة بن العجاج :
__________________
(١) سورة البقرة : ٢ / ٦.
(٢) سورة البقرة : ٢ / ٩٠.