بالخبر بين الصفة والموصوف ، نحو : زيد منطلق العاقل ، نص عليه سيبويه ، مع أن العامل في النعت والمنعوت واحد ، فأحرى في البدل ، لأن الأصح أن العامل فيه هو غير العامل في المبدل منه.
ونقل الزمخشري وغيره : أن ابن أبي عبلة قرأ : أثم قلبه ، بفتح الهمزة والثاء والميم وتشديد الثاء ، جعله فعلا ماضيا. وقلبه بفتح الباء نصبا على المفعول بأثم ، أي : جعله آثما.
(وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) بما تعملون عام في جميع الأعمال ، فيدخل فيها كتمان الشهادة وأداؤها على وجهها. وفي الجملة توعد شديد لكاتم الشهادة ، لأن علمه بها يترتب عليه المجازاة ، وإن كان لفظ العلم يعم الوعد والوعيد.
وقرأ السلمي : بما يعملون ، بالياء جريا على قراءته ، ولا يكتموا ، بالياء على الغيبة.
وقد تضمنت هذه الآية من ضروب الفصاحة.
التجنيس المغاير في قوله : إذا تداينتم بدين ، وفي قوله : وليكتب بينكم كاتب. وفي قوله : ولا يأب كاتب أن يكتب. وفي قوله : ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم. وفي قوله واستشهدوا شهيدين من رجالكم. وفي قوله : أؤتمن أمانته.
والتجنيس الممائل في قوله : ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها.
والتأكيد في قوله : تداينتم بدين ، وفي قوله : وليكتب بينكم كاتب ، إذ يفهم من قوله : تداينتم ، قوله : بدين ، ومن قوله : فليكتب ، قوله : كاتب.
والطباق في قوله : أن تضل إحداهما فتذكر ، لأن الضلال هنا بمعنى النسيان. وفي قوله : صغيرا أو كبيرا.
والتشبيه في قوله : أن يكتب كما علمه الله.
والاختصاص في قوله : كاتب بالعدل. وفي قوله : فليملل وليه بالعدل ، وفي قوله : أقسط عند الله وأقوم للشهادة. وفي قوله : تجارة حاضرة تديرونها بينكم.
والتكرار في قوله : فاكتبوه وليكتب ، وأن يكتب كما علمه الله ، فليكتب ، ولا يأب كاتب ، وفي قوله : فليملل الذي عليه الحق ، فإن كان الذي عليه الحق. كرر الحق للدّعاء