ومجاهد ، وقتادة ، والسدي ، وابن جريج ، والربيع ، وابن زيد : الإصر : العهد والميثاق الغليظ. وقال ابن زيد أيضا : الإصر : الذنب الذي لا كفارة فيه ولا توبة منه. وقال مالك : الإصر : الأمر الغليظ الصعب. وقال عطاء : الإصر : المسخ قردة وخنازير ، وقيل : الإثم. حكاه ثعلب. وقيل : فرض يصعب أداؤه ، وقيل : تعجيل العقوبة. روي ذلك عن قتادة. وقال الزجاج : محنة تفتننا كالقتل والجرح في بني إسرائيل ، والجعل لمن يكفر سقفا من فضة. وقال الزمخشري : العبء الذي يأصر صاحبه ، أي يحبسه مكانه لا يستقل به ، استعير للتكليف الشاق من نحو : قتل النفس ، وقطع موضع النجاسة من الجلد والثوب ، وغير ذلك. انتهى.
قال القفال : من نظر في السفر الخامس من التوراة التي يدعيها هؤلاء اليهود ، وقف على ما أخذ عليهم من غليظ العهود والمواثيق ، ورأى الأعاجيب الكثيرة.
وقرأ أبيّ : ولا تحمل ، بالتشديد ، و : آصارا ، بالجمع. وروي عن عاصم أنه قرأ : أصرا ، بضم الهمزة. و : الذين من قبلنا ، المراد به اليهود. وقال الضحاك : والنصارى.
(رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ) قال قتادة : لا تشدّد علينا كما شدّدت على من كان قبلنا. وقال الضحاك : لا تحملنا من الأعمال ما لا نطيق. وقال نحوه ابن زيد. وقال ابن جريج : لا تمسخنا قردة وخنازير ، وقال مكحول ، وسلام بن سابور : الذي لا طاقة لنا به الغلمة ، وحكاه النقاش عن مجاهد ، وعطاء ، ومكحول. وروي أن أبا الدرداء كان يقول في دعائه : وأعوذ بك من غلمة ليس لها عدّة. وقال النخعي : الحب. وقال محمد بن عبد الوهاب : العشق ، وقيل : القطيعة. وقيل : شماتة الأعداء. روى وهب أن أيوب ، على نبينا وعليهالسلام ، قيل له : ما كان أشق عليك في بلائك : قال شماتة الأعداء
قال الشاعر :
أشمت بي الأعداء حين هجرتني |
|
والموت دون شماتة الأعداء |
وقال السدّي : التغليظ والأغلال التي كانت على بني إسرائيل من التحريم. وقيل : عذاب النار. وقيل : وساوس النفس.
وينبغي أن تحمل هذه التفاسير على أنها على سبيل التمثيل ، لا على سبيل تخصيص العموم.
و : ما ، في قوله (ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ) عامّ ، وهذا أعمّ من الذي قبله في الآية ، لأنه قال في تلك : (رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا) فشبه الإصر