المسجد الأقصى ، ولم يكن بعده سير ، فلا يصح لأن هناك رحلتين مختلفتين من حيث الكيفية والقصد.
وقد كان انتهاء الرحلة الأولى في المسجد الأقصى ، الذي هو في السماء كما دلت عليه الروايات ، ولم يتعلق غرض في الآية ببيان الرحلة الثانية أصلا ، ثم جاءت الروايات لتبين الإسراء الذي تحدثت عنه آيات سورة النجم ، والذي رأى فيه «صلى الله عليه وآله» عند سدرة المنتهى جبرئيل على صورته الحقيقية.
توضيح :
إن الروايات تشير إلى أن المشركين قد صعب عليهم الإيمان بالمعراج ، فاختار «صلى الله عليه وآله» أسلوب البيان لبعض الأمور التي يعرفونها عن طريق الحس ليكون التصديق به أيسر وأقرب.
ورغم ذلك فإنه : قد صعب عليهم التصديق به ، بل واستهزؤوا وشنعوا عليه ما شاء لهم بغيهم وحنقهم.
رغم أنه قد أخبرهم بما جرى للقافلة التي رآها في طريقه ، وبأنها قد أضلت بعيرا ، وكسرت فيها ناقة حمراء في الوقت الفلاني ، وبان لهم صدقه في ذلك.
ورغم أنه «صلى الله عليه وآله» وصف لهم بيت المقدس وصفا دقيقا ، يعلمون صحته وصدقه ، مع علمهم بعدم رؤيته «صلى الله عليه وآله» له فيما مضى.