مقارنة ، وهدف :
وجدير بالملاحظة هنا : أن البعض يذكر : أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال لعلي «عليه السلام» : «أدعوك إلى ترك (أو الكفر ب) اللات والعزى» (١).
ونحن نجزم بعدم صحة هذا القول عنه «صلى الله عليه وآله» ؛ إذ لم يسبق لعلي «عليه السلام» إيمان بها ، ليدعوه «صلى الله عليه وآله» إلى تركها (٢) ، كيف وقد تربى في حجر الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» ، وتلقى التوحيد ، وكل المكارم والفضائل عنه «صلى الله عليه وآله».
ولنقارن بين هذا وبين ما يذكره البعض عن أبي بكر من أنه لم يسجد لصنم قط (٣) ، رغم أنه كان حين أسلم قد بلغ الأربعين أو تجاوزها؟! فأبو بكر إذن قد ضارع النبي «صلى الله عليه وآله» في عدم السجود للأصنام.
ولكننا لا ندري لماذا ترك دين قومه؟ وكيف لم يشتهر هذا الأمر عنه ، في زمن الصحابة والتابعين؟ وبقي هكذا مخفيا إلى زمان متأخر جدا ، حتى اكتشفه هؤلاء؟
وكيف غفل عنه الصحابة ومنافسوه منهم ، وغفل عنه هو نفسه وأنصاره يوم السقيفة ، فلم يحتج ولا احتجوا به على استحقاقه للخلافة ، رغم أنهم احتجوا بكبر سنه ، وما شاكل ذلك ، مما لا يجدي ولا يسمن ولا يغني من جوع؟!.
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ١ ص ٢٦٨ ، والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٩١.
(٢) الإمتاع للمقريزي ص ١٦.
(٣) السيرة النبوية لدحلان ط دار المعرفة ج ١ ص ٣٩ و ٩٢.