الدين ، كما أشار إليه بعض الأعلام (١).
شبهة ، وحلها :
يقول العلامة الطباطبائي : «واعترض عليها : بأن صدور المعجزة منه «صلى الله عليه وآله» باقتراح من الناس ، ينافي قوله تعالى : (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً)(٢).
فمفاد هذه الآية ، إما أنا لا نرسل بالآيات إلى هذه الأمة أصلا ، لأن الأمم السابقة كذبوا بها ، وهؤلاء يماثلونهم في طباعهم ؛ فيكذبون بها ، ولا فائدة في الإرسال مع عدم ترتب الأثر عليه ، أو المفاد ؛ أننا لا نرسل بها ، لأننا أرسلنا إلى أوليهم فكذبوا بها ؛ فعذبوا بها ، وأهلكوا.
ولو أرسلنا إلى هؤلاء لكذبوا بها ، وعذبوا عذاب الاستئصال ، لكننا لا نريد أن نعاجلهم بالعذاب.
وعلى أي حال ، لا يرسل بالآيات إلى هذه الأمة ، كما كانت ترسل إلى الأمم الدارجة.
نعم ، هذا في الآيات المرسلة باقتراح الناس ، دون الآيات التي تؤيد بها الرسالة ، كالقرآن المؤيد لرسالة النبي «صلى الله عليه وآله» ، وكآيتي العصا ، واليد لموسى «عليه السلام» ، وآية إحياء الموتى وغيرها لعيسى «عليه السلام» ، وكذا الآيات النازلة لطفا منه سبحانه ، كالخوارق الصادرة عن
__________________
(١) راجع : همه بايد بدانند (فارسي) ص ٧٥.
(٢) الآية ٥٩ من سورة الإسراء.