الله سبحانه وتعالى.
فلو أنهم عرفوا : أن كذبتهم هذه تجوز على أحد لكانوا لها من المبادرين ، ولكن التسالم على هذا الأمر كان بحيث لا يمكنهم معه التوسل بأية حيلة ، فكل ذلك يدل على أن ذلك قد كان أمرا مسلما به ومجمعا عليه ، ولا يمكن إنكاره لأحد.
وكشاهد على هذا التسالم نذكر هنا حادثة واحدة فقط ، جرت لسعد بن أبي وقاص ، الذي كان منحرفا عن علي «عليه السلام» ، ـ كما سيأتي في معركة أحد إن شاء الله تعالى ـ ونترك ما عداها وهو كثير جدا ، وهذه الحادثة هي أنه :
سمع رجلا يشتم عليا ، فوقف عليه وقرره بقوله : يا هذا ، على ما تشتم علي بن أبي طالب؟ ألم يكن أول من أسلم؟ ألم يكن أول من صلى مع رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟ ألم يكن أعلم الناس؟ الخ ... (١).
كما أن المقداد كان يتعجب من قريش لدفعها هذا الأمر عن أول المؤمنين إسلاما ، يعني عليا «عليه السلام» (٢).
خاتمة المطاف :
وأظن أن ما ذكرناه كاف وواف في هذا المجال ، ومن أراد المزيد فعليه بالمراجعة إلى الكتب المعدة لذلك.
__________________
(١) مستدرك الحاكم ج ٣ ص ٥٠٠ ، وصححه هو والذهبي في تلخيصه هامش نفس الصفحة ، وحياة الصحابة ج ٢ ص ٥١٤ ـ ٥١٥.
(٢) الغدير ج ٩ ص ١١٥ عن اليعقوبي ج ٢ ص ١٤٠.