حينما اشترطوا لإسلامهم شروطا تزيد في شرفهم ، وقيل : نزلت في قريش حينما منعته من استلام الحجر ، وقيل : نزلت في يهود المدينة ، عندما طلبوا منه أن يلحق بالشام (١) ، وقد اقتصر القاضي البيضاوي على هذه الوجوه ..
سابعا : وأخيرا كيف سجد المشركون عند نهاية السورة لقوله تعالى : (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) مع أنهم يرفضون السجود لله؟
قال تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ أَنَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا وَزادَهُمْ نُفُوراً)(٢).
ثم كيف لا يرتد أحد من المسلمين ، أو يتزلزل إيمانه حينما يعلم أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد مدح الأصنام ، وجعل لها شفاعة؟! (٣).
تساؤلات حائرة :
وأخيرا .. فلا ندري كيف يمكن فهم وتعقل ما ذكرته بعض الروايات من أنه إنما حدث «صلى الله عليه وآله» نفسه بتلك الفقرات؟
فكيف علم قومه بذلك حتى فعلوا ما فعلوا ، ثم بلغ الخبر إلى المسلمين في الحبشة ، فجاؤوا.
وكذا قولهم : إن المشركين قد حملوا رسول الله «صلى الله عليه وآله» وطاروا به في مكة من أسفلها إلى أعلاها ، فكيف لم يتساءل النبي «صلى الله
__________________
(١) راجع : السيرة الحلبية ج ١ ص ٣٢٦ ، والدر المنثور ، وتفسير الخازن ، وسائر كتب التفسير.
(٢) الآية ٦٠ من سورة الفرقان.
(٣) راجع هامش : الاكتفاء للكلاعي ج ١ ص ٣٥٣ و ٣٥٤.