ثانيا : لم يكن في المنطقة العربية وغيرها مرصد للأوضاع السماوية ، وإنما كانت المراصد موجودة في المشرق والمغرب لدى الروم واليونان ، وغيرهما. ولم يثبت وجود مرصد في هذا الوقت ، على أن بلاد الغرب ، الذين كانوا معتنين بهذا الشأن بينها وبين مكة من اختلاف الأفق ما يوجب فصلا زمانيا معتدا به.
وقد كان القمر على ما في بعض الروايات بدرا قد انشق حين طلوعه ، ودام مدة يسيرة ، ثم التأم ، فيقع طلوعه في بلاد المغرب وهو ملتئم ثانيا (١).
إمكان الانشقاق والالتئام علميا :
ويبقى هنا سؤال وهو : هل يمكن علميا الانشقاق في الأجرام السماوية؟
وإذا أمكن الانشقاق ، فإنما يمكن ببطلان التجاذب بين الشقتين حينئذ ؛ فيستحيل الالتئام بعد الانشقاق.
وأجيب عنه : بأن خرق العادة بقدرة الله سبحانه ليس محالا.
كما أن العلماء يقولون : إنه قد حدثت انشقاقات كثيرة في الأجرام السماوية ؛ بسبب عوامل خاصة ، ومن الأمثلة على ذلك :
١ ـ إن ثمة حوالي خمسة آلاف من القطع الكبيرة والصغيرة التي تدور حول الشمس ويعتقد العلماء أنها بقايا إحدى السيارات التي كانت بين مداري المريخ والمشتري ، ثم انفجرت لأسباب مجهولة وتحولت إلى قطع متفاوتة الأحجام في مدارات حول الشمس.
__________________
(١) تفسير الميزان ج ١٩ ص ٦٤ و ٦٥.