وهي أيضا تناسب المدينة ، حيث قويت شوكة الإسلام ، وعز المؤمنون.
وغير أننا نرى هذه الرواية قد تكون من دلائل تأخر إسلام عمر إلى قبل الهجرة إلى المدينة بقليل ، فإن الروايات الأخرى المروية في هذه المناسبة تشير إلى أنه قد أسلم تمام الأربعين.
ومن المعلوم : أن الذين هاجروا في السنة الخامسة إلى الحبشة كانوا أكثر من ثمانين رجلا ، وهو إنما أسلم بعد الهجرة إلى الحبشة بمدة طويلة ، فلا يصح تفسير هذه الرواية إلا على معنى أنه قد أسلم في الأربعين الرابعة ، وكان ـ بقرينة الروايات الأخرى ـ آخر واحد منها .. أي كان برقم مئة وستين.
وهذا معناه : أن إسلامه قد كان قبيل الهجرة ، كما سنرى.
ملاحظات أخيرة :
وأخيرا ، فإننا نذكر :
١ ـ إن الذي يطالع روايات إسلام عمر ، يرى : أنها متناقضة تناقضا كبيرا فيما بينها.
٢ ـ إن بعض الروايات تذكر : أن عمر قد التقى بسعد الذي كان قد أسلم ، أو بنعيم النحام ، وجرى بينهما كلام ؛ فأخبره بإسلام أخته ، وزوجها ، وأغراه بهما.
ويرد سؤال : إنه إذا كان سعد مسلما ، وكان نعيم قد أسلم قبل عمر سرا ، فلما ذا يغري عمر بأخته المسلمة وصهره؟!
وإذا كان إنما فعل ذلك ليصرفه عن قصد النبي «صلى الله عليه وآله» بالسوء ؛ فلا ندري كيف يخاف من عمر على النبي وعند النبي «صلى الله