وقد استغرب الترمذي هذه الأحاديث رغم تصحيحه لبعضها.
ونحن نشك في صحة كل ما تقدم ، بل ونطمئن إلى بطلانه جميعا من الأساس ، ولبيان ذلك نشير إلى النقاط التالية :
١ ـ متى كان إسلام عمر؟!
تذكر تلك الروايات : أن عمر قد أسلم بعد إسلام حمزة بن عبد المطلب «عليه السلام» بثلاثة أيام. وكان إسلامه سببا لخروجه «صلى الله عليه وآله» من دار الأرقم ، بعد أن تكامل المسلمون أربعين رجلا ، أو ما هو قريب من ذلك.
ونحن نشير هنا إلى :
أ ـ أن الخروج من دار الأرقم ـ كما يقولون ـ إنما كان في الثالثة من البعثة ، حينما أمر النبي «صلى الله عليه وآله» بالإعلان بالدعوة ، وهم يصرحون بأن إسلام عمر كان في السادسة من البعثة.
ب ـ إنهم يقولون إن عمر قد أسلم بعد الهجرة إلى الحبشة ، حتى لقد رق للمهاجرين ، لما رآهم يستعدون للرحيل ، حتى رجوا إسلامه منذئذ ، والهجرة إلى الحبشة قد كانت في السنة الخامسة من البعثة ، والخروج من دار الأرقم قد كان قبل ذلك أي في السنة الثالثة.
ج ـ أنه قد اشترك في تعذيب المسلمين ، وإنما كان ذلك بعد الخروج من دار الأرقم ، والإعلان بالدعوة.
متى أسلم عمر إذا؟!
إننا نستطيع أن نقول باطمئنان : إنه لم يسلم في السنة السادسة قطعا بل أسلم بعد ذلك بسنوات ، ومستندنا في ذلك :