واضحة المعالم (١) ـ إذا لاحظنا ذلك كله ـ فإننا نستطيع أن نعرف :
أنه كان لا بد أن يكون لأقارب عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد ، ومن ثم للزبيريين بشكل عام ، دور حاسم في انبعاث الإسلام ، إذ لو لا هم لقتل النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه ، أو على الأقل لم يستطع أن يكتشف نبوة نفسه!!
وإذا كان للزبيريين هذا التاريخ المجيد ، فليس للأمويين أن يفخروا عليهم بخلافة عثمان ، وليس للهاشميين أن يفخروا بمواقف أبي طالب ، وولده علي أمير المؤمنين «عليه السلام».
وإذن ، فلا بد من دعوى : أن ورقة قد تنصر ، وأنه كان يكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء ، إلى آخر ما قيل ويقال في ذلك.
النتيجة :
وهكذا فإن النتيجة تكون هي :
أن الأمويين يستفيدون من افتعال القصة على هذا النحو ، ويحققون أعز أهدافهم وأغلاها ، كما أن الزبيريين أيضا يستفيدون منها ، أما أهل الكتاب فيكون لهم منها حصة الأسد.
وبذلك ينعقد الإجماع من قبل مسلمة أهل الكتاب ، الذين لم يسلموا ولكنهم استسلموا ، إلى جانب منافقي هذه الأمة وطلقائها ، وطلاب الدنيا ، فأدخلوا في الإسلام من إسرائيليات أولئك ، وترهات هؤلاء كل غريبة ،
__________________
(١) لكن من الواضح : أن كون ورقة هو ابن عم خديجة ؛ يبعد كون ورقة شيخا كبيرا ، قد وقع حاجباه على عينيه ، كما تزعم النصوص المتقدمة.