خديجة ، وما تحولت عن جانبها (١).
فكل ذلك يدل على أن هذا الحدث قد كان قبل وفاة شيخ الأبطح ، وأم المؤمنين خديجة «رحمها الله» وهما قد توفيا في السنة العاشرة من بعثة النبي «صلى الله عليه وآله» ، فكيف يكون الإسراء والمعراج قد حصل في الحادية عشرة أو الثانية عشرة أو بعدها؟!.
تسمية أبي بكر بالصديق
إنه إذا تأكد لنا : أن الإسراء والمعراج كان في السنة الثالثة من البعثة ، أي قبل أن يسلم من المسلمين أربعون رجلا ؛ فإننا نعرف : أن الإسراء كان قبل إسلام أبي بكر بمدة طويلة ؛ لأنه كما تقدم قد أسلم بعد أكثر من خمسين رجلا ، بل إنما أسلم حوالي السنة الخامسة من البعثة ، بل في السابعة أي بعد وقوع المواجهة بين قريش وبين النبي «صلى الله عليه وآله» أو بعد الهجرة إلى الحبشة فهو أول من أسلم بعد هذه المواجهة أو الهجرة ـ على الظاهر.
وإذا كان الإسراء قد حصل قبل إسلامه بمدة طويلة ، فلا يبقى مجال لتصديق ما يذكر هنا ، من أنه قد سمي صديقا حينما صدق رسول الله «صلى الله عليه وآله» في قضية الإسراء (٢) ، ولا لما يذكرونه من أن ملكا كان يكلم رسول الله حين المعراج بصوت أبي بكر (٣) وقد صرح الحفاظ بكذب طائفة
__________________
(١) تاريخ الخميس ج ١ ص ٣١٥.
(٢) تاريخ الخميس ج ١ ص ٣١٥ ، والمواهب اللدنية ج ٢ ص ٤٠ ومستدرك الحاكم ، وابن إسحاق.
(٣) المواهب اللدنية ج ٢ ص ٢٩ و ٣٠ ، وراجع الدر المنثور ج ٤ ص ١٥٥ وراجع ص ١٥٤.