الكلام على رده «صلى الله عليه وآله» هدية ملاعب الأسنة : أن النبي «صلى الله عليه وآله» ، قد رد هديته وهدية غيره ، لأنها هدية من مشرك ، فلا يعقل : أن يقبلها الآن ، ويردها بعد ذلك ، وإلا لاعترضوا عليه بقبوله لها قبل الآن.
إلا أن يدعى : أن ابن حزام إنما كان يعطي الأطفال والنساء ، وغيرهم من بني هاشم المحصورين في الشعب ، وهؤلاء كانوا يقبلون ذلك منه ، وإن كان النبي «صلى الله عليه وآله» لم يكن يقبل. فتبقى ملاحظة : إنه قد يكون إنما يأتيهم بالطعام ليبيعهم إياه بأغلى الأثمان لا دافع لها.
ومن ذلك كله يظهر أيضا : أنه لا يمكن الاطمئنان ، ولا قبول قولهم : إن أبا العاص بن الربيع كان يفعل مثل ذلك آنئذ.
ونحن لا نستبعد : أن يكون للزبيريين يد في تسجيل هذه الفضيلة لحكيم بن حزام ، لا سيما وأنه كان ممن تلكأ عن بيعة أمير المؤمنين «عليه السلام» ، وكان عثمانيا متصلبا (١).
وقد أشرنا إلى ذلك حين الكلام حول ولادة أمير المؤمنين «عليه السلام» في الكعبة ، وحين الكلام عن افتعال الأكاذيب في موضوع الوحي وكيفياته.
انشقاق القمر :
وفي السنة الثامنة من البعثة ، حينما كان المسلمون محصورين في شعب أبي طالب ، كانت قضية انشقاق القمر (٢).
__________________
(١) قاموس الرجال ج ٣ ص ٣٨٧.
(٢) تفسير الميزان ج ١٩ ص ٦٢ و ٦٤.