وليكن ما قام به هؤلاء الذين عملوا على نقض الصحيفة هو أحد الشواهد على ذلك.
ولكن الذي يلفت نظرنا هو : أننا لا نرى أبا لهب فيمن قام في ذلك أو ساعد عليه.
كما أننا لا نجد أثرا لابن عم خديجة حكيم بن حزام ، الذي تدّعي الروايات!! أنه كان يرسل الطعام لهم وهم محصورون في الشعب.
وأيضا لا نجد مكانا لأبي العاص بن الربيع الأموي (!!) ، الذي سوف يأتي حين الكلام على أسطورة تزويج الإمام علي «عليه السلام» ببنت أبي جهل أنهم يدعون (!!) : أن النبي «صلى الله عليه وآله» أثنى على صهره!! تعريضا بعلي الذي لم يكن يستحق إلا التقريع والتعريض (!!). علي الذي كان يخاطر بنفسه ، ويأتي لهم بالطعام من مكة ، ولو وجدوه لقتلوه ، كما تقدم.
ما بعد نقض الصحيفة :
واستمر الرسول الأكرم «صلى الله عليه وآله» يعمل على نشر دينه ، وأداء رسالته ، واستمرت قريش تضع في طريقه العراقيل ، وتحاول أن تمنع الناس من الاجتماع به ، والاستماع إليه ، بكل الوسائل التي تقع تحت اختيارها ، والنبي «صلى الله عليه وآله» يتحمل ويصبر ، لا يكل ولا يمل ، ولم تفلح قريش في ذلك ، ولا وصلت إلى نتيجة ، والأحداث التي في هذا السبيل كثيرة ، لو أردنا استقصاءها لطال بنا المقام ، ولا محيص لنا عن تجاوزها إلى غيرها ، وإن كان يعز ذلك علينا.