يكذبه الكثير مما قدمناه ، ونزيد هنا : أن النبي كان أول من أعلن الدعوة ، وليس أبا بكر.
هذا عدا عن أنهم يذكرون تارة : أن ابن مسعود هو أول من أعلن ، وأخرى عمر بن الخطاب ، وهنا يذكرون : أبا بكر.
كما أن الرواية تنص على أن إظهار أبي بكر للإسلام قد كان حينما كان المسلمون ثمانية وثلاثين رجلا والنبي «صلى الله عليه وآله» في دار الأرقم.
وقد تقدم : أن أبا بكر لم يكن قد أسلم بعد ، لأنه إنما أسلم بعد أكثر من خمسين رجلا.
إلا أن يكون المقصود هو بلوغ المسلمين الذين أسلموا بعد الهجرة إلى الحبشة ثمانية وثلاثين رجلا ، لكن ذلك لا يتلاءم مع تصريح الرواية بأن ذلك قد كان يوم إسلام حمزة ، حينما كان النبي «صلى الله عليه وآله» في دار الأرقم.
أول شهيد في الإسلام من آل ياسر :
وعلى كل حال ؛ فلقد عذب آل ياسر أشد العذاب ، واستشهدت سمية أم عمار على يد فرعون قريش أبي جهل لعنه الله ، فكانت أول شهيدة في الإسلام (١) ثم استشهد ياسر «رحمه الله» تعالى.
ولكنهم ذكروا : أن أول قتيل في الإسلام هو الحارث بن أبي هالة ،
__________________
(١) الاستيعاب هامش الإصابة ج ٤ ص ٣٣١ و ٣٣٠ و ٣٣٣ ، والإصابة ج ٤ ص ٣٣٥ و ٣٣٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج ١ ص ٤٩٥ ، وأسد الغابة ج ٥ ص ٤٨١ ، وتاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٢٨.