حيث إنه لما أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن يصدع بما يؤمر ، قام «صلى الله عليه وآله» في المسجد ، فقال : قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا ؛ فوثبت إليه قريش ؛ فأتى الصريخ أهله ؛ فكان أول من أتاه الحارث هذا ؛ فضرب في القوم فصرفهم عنه وعطفوا عليه حتى قتلوه (١).
وهذا لا يصح ؛ لما تقدم من أن الله قد منع النبي «صلى الله عليه وآله» بأبي طالب وقومه ، ولم يجرؤوا على أن ينالوه بسوء في شعره وبشره.
وكذلك الحال بالنسبة إلى من أسلم من بني هاشم ، حيث لم يعذب جعفر ، ولا علي ولا غيرهما ، وذلك لمكان أبي طالب «رحمه الله» ، كما قلنا ، وأيضا فإن كلمة المؤرخين تكاد تكون متفقة على أن أول شهيد في الإسلام كان سمية وزوجها.
أضف إلى ذلك : أن كل ما يقال في كيفية إعلانه بالدعوة يتنافى ويتناقض مع ما ذكروه هنا (راجع ما تقدم تحت عنوان : فاصدع بما تؤمر).
والذي يمكن أن نفهمه : هو أنه ربما يكون الهدف من وضع هذه القضية هو أن يثبتوا أن خديجة قد تزوجت قبل النبي «صلى الله عليه وآله» برجل أو أكثر ، وولد لها منهما.
وقد تقدم ما يوجب الشك في ذلك ، حين الكلام على زواجها بالرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله».
__________________
(١) نور القبس ص ٢٧٥ عن الشرقي ابن القطامي ، والإصابة ج ١ ص ٢٩٣ عن الكلبي ، وابن حزم وعن العسكري والأوائل ج ١ ص ٣١١ و ٣١٢.