يقوله النبي «صلى الله عليه وآله» ، الذي كان آنئذ يجلس في الحجر مع طائفة من بني هاشم.
وكانوا قد خرجوا من شعبهم ليشهدوا الموسم ، وجاء أسعد للطواف ، ورأى النبي «صلى الله عليه وآله» جالسا في الحجر ، فقال في نفسه : ما أجد أجهل مني ، أن يكون هذا الحديث في مكة فلا أتعرفه ، حتى أرجع إلى قومي فأخبرهم ، ثم أخذ القطن من أذنيه فرمى به ، وجاء إلى النبي «صلى الله عليه وآله» ، فسلم عليه ، وكلمه ؛ فعرض عليه «صلى الله عليه وآله» ما جاء به فأسلم ، وأسلم بعده ذكوان.
وفي رواية : أنه لما التقى النبي «صلى الله عليه وآله» بأسعد بن زرارة وذكوان ، قال أسعد للنبي «صلى الله عليه وآله» : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، أنا من أهل يثرب ، من الخزرج ، وبيننا وبين أخوتنا من الأوس حبال مقطوعة ، فإن وصلها الله بك ، ولا أجد أعز منك ، ومعي رجل من قومي ، فإن دخل في هذا الأمر رجوت أن يتمم الله لنا أمرنا فيك.
والله يا رسول الله ، لقد كنا نسمع من اليهود خبرك ، ويبشروننا بمخرجك ، ويخبروننا بصفتك ، وأرجو أن يكون دارنا دار هجرتك عندنا ، فقد أعلمنا اليهود ذلك ؛ فالحمد لله الذي ساقني إليك ، والله ما جئت إلا لنطلب الحلف على قومنا ، وقد آتانا الله بأفضل مما أتيت له.
ثم أقبل ذكوان ، فقال له أسعد : هذا رسول الله الذي كانت اليهود تبشرنا به ، وتخبرنا بصفته ؛ فهلم فأسلم ؛ فأسلم ذكوان إلخ (١).
__________________
(١) البحار ج ١٩ ص ٩ وإعلام الورى ص ٥٧ عن علي بن إبراهيم.