نقول هذا : إذ لا موجب لترجيح تلك الرواية على هذه ، ولأننا لم نجد ، ما يدل على علم علي «عليه السلام» بالمكان والجهة التي توجه إليها رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وليس ثمة ما يؤيد احتمال أن يكون «صلى الله عليه وآله» قد أخبره بشيء من ذلك.
على أن السؤال الأهم هو : كيف دخل أبو بكر إلى علي «عليه السلام»؟!
ومن أين؟!
وكيف لم يره خمسة عشر رجلا يرصدون البيت وقد طافوا بالدار؟!
وإذا كانوا يرصدون ، وينظرون من خلل الباب إلى النائم ، ورأوه كيف يتضور وهم يرمونه ببعض الحصى ، فكيف لم يروا أبا بكر حين دخل إليه؟!
وإذا كانوا قد رأوه ، فهل سمعوا كلامه؟!
وإذا كانوا قد سمعوه ، وهم قريبون منه إلى حد أنهم يرمونه بالحصى ، فلماذا لم يلحقوا بالنبي «صلى الله عليه وآله» كما لحق به أبو بكر؟!
وحين دخل أبو بكر هل كشف له عليّ «عليه السلام» رأسه ، أم بقي مغطى ، وإذا كان قد كشفه فهل رآه المشركون أم لا؟
ولماذا لم يروه؟! وإذا كانوا قد رأوه ، فلماذا انتظروا إلى الصباح؟!
وإذا كانوا قد سمعوا صوت عليّ ورأوه فكيف لم يعرفوه ، ولم يميزوا بين الرجلين ولا بين الصوتين؟!
وكيف رأوا تضوره ولم يروا شخصه .. وبعد الاجتماع بين أبي بكر وعليّ «عليه السلام» من أين خرج أبو بكر ، وهل رأوه حين خرج أم لم يروه؟!
إلى غير ذلك من الأسئلة الكثيرة التي لن تجد الجواب المقنع والمقبول.