فيخبره بما يريد ، ويمكن أيضا أن يوصي أهل بيته أن يبلغوه الرسالة التي يريد إبلاغها إلا إذا كان لم يثق بهم.
إلا أن يدّعى : أن أبا بكر كان بحيث لا يدري كيف يتصرف ، أو أنه كان يرى حرمة إلقاء الكلام ليسمعه المصلي ، وكلاهما غير محتمل في حقه ، أو لا يرضى محبوه بنسبته إليه على الأقل ، وباقي الفروض الآنفة تبقى على حالها. هذا بالإضافة إلى هذه الصدفة النادرة فإنه يأتيه مرتين أو ثلاثا ، وهو لا يزال يصلي!!.
ثالثا : لماذا يهتم النبي «صلى الله عليه وآله» بصهيب خاصة ، ويترك من سواه من ضعفاء المؤمنين ، الذين كانت قريش تمارس ضدهم أقسى أنواع التعذيب والأذى ؛ فلا يرسل إليهم ، ولو مرة واحدة ، ولا نقول ثلاث مرات ؛ وهل هذا ينسجم مع ما نعرفه من عدل النبي «صلى الله عليه وآله» ، وعطفه الشديد على أمته؟.
إلا أن يقال : لعل غير صهيب كان مراقبا من قبل المشركين ، أو أن صهيبا كان أشد بلاء من غيره ، إلى غير ذلك من الاحتمالات التي لا دليل عليها ، ولا شاهد لها.
رابعا : إننا نجد بعض الروايات تقول : إن أبا بكر ـ وليس النبي «صلى الله عليه وآله» ـ هو الذي قال لصهيب : ربح البيع يا صهيب وذلك في قضية أخرى لا ربط لها بحديث الغار (١) والبعض يذكر القضية ، ولكنه لا
__________________
(١) راجع : صفين للمنقري ص ٣٢٥. ومجمع البيان ج ٦ ص ٣٦١ ، والبحار ج ١٩ ص ٣٥ عنه ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٤.