رجلا ذا مال ـ وعلفهما ورق السمر ، أو الخبط أربعة أشهر (١) ، أو ستة أشهر (٢) ، على اختلاف النقل.
ولما أراد «صلى الله عليه وآله» الهجرة عرض أبو بكر الراحلتين على الرسول «صلى الله عليه وآله» ؛ فأبى أن يقبلهما إلا بثمن.
وإذا أغمضنا النظر عما يظهر من النص السابق من أن الهدف هو إظهار أبي بكر على أنه متفضل على النبي «صلى الله عليه وآله» ، فإننا نقول : إن ذلك لا يصح ، وذلك لما يلي :
١ ـ إن علفه للراحلتين أربعة أشهر أو ستة غير معقول ؛ لأن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أمر أصحابه بالهجرة قبل هجرته هو «صلى الله عليه وآله» بثلاثة أشهر فقط ، بل يقول البعض : إن ذلك كان قبل هجرته بشهرين ونصف على التحرير (٣).
بل يقول البعض إن بيعة العقبة قد كانت قبل الهجرة بشهرين وليال (٤).
وقد أمر «صلى الله عليه وآله» أصحابه بالهجرة بعد بيعة العقبة ، كما هو
__________________
(١) راجع : وفاء الوفاء ج ١ ص ٢٣٧ ، والثقات لابن حبان ج ١ ص ١١٧ والمصنف لعبد الرزاق ج ٥ ص ٣٨٧ وغير ذلك كثير ، وعن كون أبي بكر رجلا ذا مال راجع : سيرة ابن هشام ج ١ ص ١٢٨.
(٢) نور الأبصار ص ١٦ عن : الجمل على الهمزية ، وعن كنز العمال ج ٨ ص ٣٣٤ عن البغوي بسند حسن عن عائشة.
(٣) فتح الباري ج ٧ ص ١٨٣ و ١٧٧ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٥ و ٥٥ عنه.
(٤) سيرة مغلطاي ص ٣٢ وفتح الباري ج ٧ ص ١٧٧ وراجع الثقات لابن حبان ج ١ ص ١١٣ وغير ذلك.