من القرآن (١).
لكن من المعلوم : أن سورة الجمعة إنما تتحدث عن لزوم السعي إلى الجمعة التي تقام ، وليست ناظرة إلى أصل تشريع صلاة الجمعة ، فلعلها كانت مشروعة قبل ذلك ، وكانت تقام ، لكن بعض المسلمين كان يتهاون بالسعي إليها فنزلت آيات سورة الجمعة لأجل ذلك.
ولعل هؤلاء المتهاونين هم الذين هددهم النبي «صلى الله عليه وآله» بإحراق بيوتهم إن استمروا على مقاطعة صلاة الجمعة (٢) فراجع كتب الحديث والتاريخ.
وأما الإشكال على ذلك بأن إقامتها في قباء معناه أنه «صلى الله عليه وآله» قد صلاها في السفر.
فهو في غير محله ، إذ من الممكن أن يكون «صلى الله عليه وآله» قد نوى الإقامة في قباء إلى حين قدوم الإمام علي «عليه السلام» بالفواطم مع علمه بأن ذلك سيمتد إلى أكثر من عشرة أيام وقد ذكروا أنه «صلى الله عليه وآله» قد أقام في قباء خمسة عشر يوما (٣).
كما أن من الممكن أن تكون قباء في ذلك الزمان في محيط المدينة بحيث تعد من محلاتها ، ومن وصل إليها فكأنه وصل إلى المدينة ، ولا يعد مسافرا بعد. وقد تقدم بعض الكلام عن صلاة الجمعة في فصل بيعة العقبة ، فراجع.
__________________
(١) الإتقان ج ١ ص ١٣ و ١١.
(٢) سيأتي ذلك مع مصادره في غزوة بني النضير ، في فصل : القرار والحصار.
(٣) البحار ج ١٩ ص ١٠٦ عن إعلام الورى والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٥٥ عن البخاري وراجع ص ٥٩ وعن مسلم : أنه أقام أربعة عشر يوما وقيل غير ذلك.