حدثني داود بن سنان قال : سمعت ثعلبة بن أبي مالك يقول : انكشف خالد بن الوليد يومئذ ، حتى عيروا بالفرار ، وتشاءم الناس به (١).
قال الواقدي أيضا : حدثني خالد بن إلياس ، عن أبي بكر بن عبد الله بن عتبة ، يقول : ما لقي جيش بعثوا معنا ما لقي أصحاب مؤتة من أهل المدينة ، لقيهم أهل المدينة بالشر ، حتى إن الرجل لينصرف إلى بيته وأهله ، فيدق عليهم الباب ، فيأبون أن يفتحوا له ، يقولون : ألا تقدمت مع أصحابك؟
فأما من كان كبيرا من أصحاب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فجلس في بيته استحياء ، حتى جعل النبي «صلىاللهعليهوآله» يرسل إليهم رجلا رجلا ، يقول : أنتم الكرار في سبيل الله! فخرجوا (٢).
حدثني مصعب بن ثابت ، عن عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، قال :
كان في ذلك البعث سلمة بن هشام بن المغيرة ، فدخلت امرأته على أم سلمة زوج النبي «صلىاللهعليهوآله» فقالت أم سلمة : ما لي لا أرى سلمة بن هشام؟ أشتكى شيئا؟
قالت امرأته : لا والله ، ولكنه لا يستطيع الخروج. إذا خرج صاحوا به وبأصحابه : «يا فرار ، أفررتم في سبيل الله؟ حتى قعد في البيت.
فذكرت ذلك أم سلمة لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فقال رسول
__________________
(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٦٤ والبحار ج ٢١ ص ٦٢ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٥ ص ٧٠.
(٢) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٦٤ و ٧٦٥ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٢٣ والبحار ج ٢١ ص ٥٩ وشرح النهج ج ١٥ ص ٧٠.