فحالة الضعف والوهن التي ظهرت لديه هي التي فرضت عليه هذه الحركة التخاذلية.
٥ ـ إنه إذا صاحب هذا الاندفاع القوي للخيل كيفيات وحالات خاصة ، مثل الأصوات أو الهيئات المخيفة ، ومنها صوت ضبح الخيل الذي يدعوهم لتصور حجم اندفاع عدوهم نحوهم ، ثم صاحب ذلك لمعات نارية خاطفة وكثيرة ، حين تقدح الخيل الشرر بحوافرها ، فسوف يتشارك لدى ذلك العدوّ السمع والبصر في رسم صورة الخطر الداهم ، وما يحمله من عنف ، يزعزع ثباته ، ويهزمه في عمق وجوده.
بل قد يوجب قدح النار تحت حوافر الخيل نشوء حالة تضليلية ، من خلال تلهي أفراد العدو بالنظر إليها ، وإثارة التكهنات حولها ، فتتهيأ الفرصة لمفاجأتهم بالقتال المرير ، والضاري.
هذا كله ، عدا عن أن قدح النار من حوافر الخيل ، من شانه أن يبهج روح فرسانها ويقوي من اندفاعهم ، ما دام أنه ناتج عن حركتهم وفعلهم.
٦ ـ ويأتي بعد ذلك كله عنصر المفاجأة بالقتال ، بشتى أنواعه ، التي يحتاج العدو في تحرزه منها إلى حركات متفاوتة في مداها وفي اتجاهاتها ، شريطة أن تكون بالغة السرعة ، وقوية التأثير ..
ولن يكون الإنتقال إلى هذه الحركات سهلا وميسورا ، إلا لأقل القليل من الناس.
فكيف إذا كان هؤلاء المقاتلين في صفوف العدو ، لا يقومون بعمل قد اختاروه لأنفسهم ، بل تكون حركتهم مجرد رد فعل ، يفقدون معه أي خيار ، أو اختيار لموقع القتال ولأسلوبه ، فضلا عن عجزهم عن استهداف أي نقطة