٥ ـ إن الهزيمة معناها سعي المنهزمين للخروج من المعركة بأقصى سرعة يقدرون عليها. ولذلك يسعى الفرسان إلى اقتناء السابق من الخيل ، ليتمكن صاحبها من الحركة السريعة في ميدان الحرب ، ومن اللحاق بالمطلوب إذا كان طالبا ومن النجاة عليه إن حز به أمر ، يخاف فيه الهلاك ، فأصبح هاربا ..
فما معنى أن يتمكن أبو عامر من أخذ اللواء في لحظات الهزيمة ، ثم أن يسعى حتى يسبق المقاتلين ، ويصير أمامهم؟! إلا أن يكون أسرع من الطير في الهواء ، ومن السهم في حنايا البيداء؟!
٦ ـ إن حديث أبي عامر يصرح : بأن ثابت بن أقرم الأنصاري أعطى اللواء إلى خالد ، فرفض خالد قبوله : فقال الأنصاري : والله ما أخذته إلا لك ..
مع أن ابن اسحاق يقول : إن ثابتا أخذ اللواء وقال : يا معشر المسلمين ، اصطلحوا على رجل منكم ، فقالوا : أنت.
فقال : ما أنا بفاعل.
فاصطلح الناس على خالد ..
وفي نص ثالث عن أبي اليسر : أنه هو الذي دفع الراية إلى ثابت بن أقرم ، فدفعت (بالبناء للمجهول) إلى خالد ، فهل ذلك يدل على أن الذي دفع الراية إلى خالد هو غير ثابت هذا؟!
وفي جميع الأحوال نقول : أي ذلك هو الصحيح؟!
٧ ـ ما معنى أن يقول ثابت بن أقرم لخالد : ما أخذته إلا لك؟!
فلما ذا أخذه لخصوص خالد؟! ألم يكن في ذلك الجيش من يليق بمقام القيادة غير خالد؟! أم أن لخالد خصوصية لدى ثابت بن أقرم .. أو أنه هو وحده المقبول من قبل المقاتلين؟!