فباغت ضيعة من ضياع أهل البيت «عليهمالسلام» يقال لها «بانقيا» ، واحتواها ، واحتوى صدقات لعلي «عليهالسلام» ، وتغطرس على أهلها ، يريد الثأر لأخيه يوم هوازن ، فشكوه لعلي «عليهالسلام» ..
ثم ذكر : أن الفضل بن العباس قتله بعد أن قال لعلي «عليهالسلام» : قبحك الله وبتر عمرك ...
ولما أراد أصحابه قتل الفضل سل علي «عليهالسلام» سيفه ، فرمى القوم أسلحتهم.
ثم أتوا أبا بكر برأس صاحبهم ، فجمع المهاجرين والأنصار وحرضهم للخروج على علي «عليهالسلام» ، فدارت أعينهم في وجوههم وأخذتهم سكرة الموت حسب تعبيره ..
قال : فالتفت إليه عمر بن الخطاب ، فقال : ليس له إلا خالد بن الوليد.
فالتفت إليه أبو بكر ، فقال : يا أبا سليمان ، أنت اليوم سيف من سيوف الله ، وركن من أركانه ، وحتف الله على أعدائه ، وقد شق علي بن أبي طالب عصا هذه الأمة ، وخرج في نفر من أصحابه إلى ضياع الحجاز ، وقد قتل من شيعتنا ليثا صؤولا وكهفا منيعا ، فصر إليه في كثيف من قومك وسله أن يخدل الحضرة ، فقد عفونا عنه ، فإن نابذك الحرب فجئنا به أسيرا (١).
وأما الرواية التي تقول : إن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» هو الذي أطلق هذه التسمية عليه ، وفي مناسبة حرب مؤتة فهي غير صحيحة ، لأن
__________________
(١) راجع : البحار ج ٢٩ ص ٤٦ ـ ٥٢ عن إرشاد القلوب للديلمي ، والأنوار العلوية ٣١٤ ـ ٣١٦.