وإذا كان الله تعالىٰ لا يبخل بالعطاء والاجابة ، فمن المعيب ، ومن القبيح أن يبخل العبد بالسؤال والدعاء.
في الحديث القدسي : « لو أنّ أولكم وآخركم وحيّكم وميّتكم اجتمعوا فتمنیٰ كل واحد ما بلغت اُمنيته فأعطيته لم ينقص ذلك من ملكي » (١).
وأيضاً عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الحديث القدسي : « لو أن أهل سبع سماوات وارضين سألوني جميعاً ، وأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك من ملكي .. وكيف ينقص ملك أنا قيّمه » (٢).
وفي الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « سلوا الله وأجزلوا ؛ فإنه لا يتعاظمه شيء » (٣).
وروي : « لا تستكثروا شيئاً مما تطلبون ؛ فما عند الله أكثر ».
وامثلة التعميم والتوسعة في الدعاء في طلب كل خير ، والاحتراز من كل شر كثيرة في النصوص المروية من الدعاء عن أهل البيت عليهمالسلام.
نذكر منها بعض النماذج.
منها الدعاء الوارد بعد الفرائض في أيام شهر رجب :
« يا من يعطي الكثير بالقليل ، يا من يعطي من سأله ، يا من يعطي من لم يسأله ، ومن لم يعرفه تحنناً منه ورحمة .. أعطني بمسألتي إيّاك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة ، واصرف عني بمسألتي إيّاك جميع شر الدنيا وشرّ الآخرة ، فإنه غير منقوص ما أعطيت ، وزدني من فضلك يا كريم ».
وفي الدعاء « اللّهم إنّي أسألك مفاتح الخير وخواتمه ، وسوابغه وفوائده
__________________
(١) بحار الأنوار ٩٣ : ٢٩٣.
(٢) بحار الأنوار ٩٣ : ٣٠٣.
(٣) بحار الأنوار ٩٣ : ٣٠٢.