يقول تعالىٰ : ( وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّـهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ) (١).
وليس من بأس علىٰ الإنسان أن يتمنىٰ من الله النعمة ، ويتمنىٰ أن ينعم عليه مثل ما أنعم علىٰ الآخرين وأفضل منهم ، ولكن ما لا يحبه الله تعالىٰ لعباده أن يطيل الانسان النظر الىٰ ما انعم الله علىٰ عباده من النعمة.
يقول تعالىٰ : ( وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) (٢).
ولا يحب الله تعالىٰ لعباده أن يتمنىٰ الإنسان أن ينقل الله تعالىٰ النعمة من الآخرين إليه. فإن فيه من تمني سلب النعمة عن الآخرين ما لا يرتضيه الله تعالىٰ لعباده ، وفيه من ضيق النظر والاُفق في الامنيات والتمنيات ما لا يحبه الله تعالىٰ لعباده. إن سلطان الله واسع وخزانته لا نفاد لها ، وملكه لا حد له ، وليس من بأس علىٰ الإنسان أن يطلب من الله كلّ شيء ، وأن يتمنىٰ أن يرزقه الله أفضل مما رزق الآخرين. وقد ورد في الدعاء « اللّهم آثرني ولا تؤثر عليّ احداً ». « واجعلني من أفضل عبادك نصيباً عندك ، وأقربهم منزلة منك ، وأخصّهم زلفة لديك ». هذا كله لا بأس به ، ويحبه الله تعالىٰ ؛ أمّا أن يتمنىٰ أن يسلب الله النعمة من الآخرين فلا يحبه الله ، ولا يحتاج ربنا إذا أراد أن يرزق عبداً من عباده نعمة أن يسلبها من غيره ويمنحها إيّاه.
روىٰ عبدالرحمان بن أبي نجران قال : «سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله عزّوجلّ : ( وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّـهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ) قال : لا يتمنىٰ الرجل إمرأة الرجل ولا ابنته ، ولكن يتمنىٰ مثلها » (٣).
__________________
(١) النساء : ٣٢.
(٢) طه : ١٣١.
(٣) تفسير العياشي : ٢٣٩.