منه اذیً أو ظلم (إذا كان اخوه في الايمان ، ولم يخرج بالظلم عن دائرة الاخوة الايمانية) ، ولا يحب الله تعالىٰ لعباده أن يذكر بعضهم بعضاً بسوء بين يديه.
في دعوات الراوندي في التوراة يقول الله عزّوجلّ للعبد : « إنك متىٰ ظُلمت تدعوني علىٰ عبد من عبيدي من اجل أنه ظلمك. فلك من عبيدي من يدعو عليك من أجل أنك ظلمته. فإن شئت اجبتك واجبته منك ، وإن شئت اخرتكما الىٰ يوم القيامة » (١).
عن الصادق جعفر بن محمّد عليهالسلام : قال : « إذا ظلم الرجل فظلّ يدعو علىٰ صاحبه ، قال الله عزّوجلّ : إن ها هنا آخر يدعو عليك يزعم أنك ظلمته ، فإن شئت اجبتك واجبت عليك ، وإن شئت اخرتكما ، فيوسعكما عفوي » (٢).
عن هشام بن سالم ، قال : « سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : إن العبد ليكون مظلوماً فلا يزال يدعو حتىٰ يكون ظالماً » (٣).
وعن علي بن الحسين عليهماالسلام في حديث :
« إن الملائكة إذا سمعوا المؤمن يذكر أخاه بسوء ويدعو عليه قالوا له : بئس الأخ أنت لأخيك. كفّ أيها المستّر علىٰ ذنوبه وعورته ، وأربع علىٰ نفسك ، واحمد الله الّذي ستر عليك ، واعلم أن الله عزّوجلّ اعلم بعبده منك » (٤).
إن الله تعالىٰ هو السلام ، وإليه يعود السلام ، ومنه السلام ، ومحضره محضر السلام ، فإذا وقفنا بين يدي الله تعالىٰ بقلوب عامرة بالسلام ، يدعو بعضنا لبعض ، ويسأل الله تعالىٰ بعضنا الرّحمة للبعض ، ويؤثر بعضنا بعضاً برحمة الله تعالىٰ ... استنزلنا رحمة الله ، وشملتنا جميعاً ، فإن رحمة الله تنزل علىٰ مواضع الحب والسلام ،
__________________
(١) بحار الأنوار ٩٣ : ٣٢٦.
(٢) وسائل الشيعة ٤ : ١١٧٧ ، ح ٨٩٧٢ ، امالي الصدوق : ١٩١.
(٣) أصول الكافي : ٤٣٨ ، عقاب الأعمال : ٤١ ، وسائل الشيعة ٤ : ١١٦٤ ، ح ٨٩٢٦.
(٤) أصول الكافي : ٥٣٥ ، وسائل الشيعة ٤ : ١١٦٤ ، ح ٨٩٢٧.