المخبتين إليك والهة » (١).
وفي دعاء الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليهالسلام : « إلهي بك هامت القلوب الوالهة .. فلا تطمئنّ القلوب إلّا بذكراك ، ولا تسكن النفوس إلّا عند رؤياك » (٢).
وهذه خاصّة القلوب الوالهة والهائمة لا تسكن ولا تطمئن إلّا بذكر الله.
ومن أروع الحب وأبلغه ما تجده في كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام في الدعاء الذي علّمه لكميل بن زياد النخعي رحمهالله والمعروف بدعاء كميل :
« فهبني يا إلهي وسيدي ومولاي وربّي صبرت علىٰ عذابك فكيف أصبر علىٰ فراقك ؛ وهبني صبرتُ علىٰ حرّ نارك فكيف أصبر عن النظر إلىٰ كرامتك ، أم كيف أسكن في النار ورجائي عفوك ؟! » (٣).
وهو من أروع لفتات الحب وأصدقها. فهب أنّ العبد يصبر علىٰ عذاب نار مولاه ، فكيف يصبر علیٰ هجره وفراقه وغضبه ؟!
والمحب قد يتحمّل عقوبة مولاه ، ولكن لا يتحمّل غضبه ومقته له ، وقد يتحمّل النار وهي من أقسىٰ العقوبات ولكن لا يتحمّل هجر مولاه وفراقه.
وكيف يسكن العبد في نار جهنم وهو يرجو أن يعطف عليه مولاه وينقذه منها ؟
وهذان (الحب) و (الرجاء) اللذان لا يفارقان قلب العبد ـ وهو يصلىٰ في نار جهنم بغضب من الله تعالىٰ ـ من أروع صور هذا الدعاء الجليل.
فقد يحبّ العبد مولاه ، وهو ينعم بنعمته وفضله ، وهو بالتأكيد من الحب ،
__________________
(١) مفاتيح الجنان ، دعاء أبي حمزة الثمالي.
(٢) بحار الأنوار ٩٤ : ١٥١.
(٣) مفاتيح الجنان.