علي بن الحسين عليهالسلام حافلة بصور من « الانس » و « الشوق ».
ونحن نجد في تراث أهل البيت عليهمالسلام كنزاً غنياً من هذه الصور والمعاني ، قلّما نجده عند غيرهم.
وها نحن نذكر بعض هذه الصور قبل أن نفارق هذا البحث : « إلهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك فرام منك بدلاً ، ومن ذا الذي أنس بقربك فابتغىٰ عنك حولاً.
إلهي فاجعلنا ممن اصطفيته لقربك وولايتك وأخلصته لودّك ومحبتك ، وشوّقته إلىٰ لقائك ، ورضّيته بقضائك ، ومنحته النظر إلىٰ وجهك ، وحبوته برضاك ، وأعذته من هَجرك وقلاك ، وبوّأته مقعد الصدق في جوارك ، وخصصته بمعرفتك ، وأهّلهته لعبادتك ، وهيّمت قلبه لإرادتك ، واجتبيته لمشاهدتك ، وأخليت وجهه لك ، وفرّغت فؤاده لحبك ، ورغّبته فيما عندك ، وألهمته ذكرك ، وأوزعته شكرك ، وشغلته بطاعتك ، وصيّرته من صالحي بريتك ، واخترته لمناجاتك ، وقطعت عنه كل شيء يقطعه عنك.
أللهم اجعلنا ممّن
دأبهم الارتياح إليك والحنين ، ودهرهم الزفرة والأنين ، جباههم ساجدة لعظمتك ، وعيونهم ساهرة لخدمتك ، ودموعهم سائلة من خشيتك ، وقلوبهم متعلقة بمحبتك ، وأفئدتهم منخلعة من مهابتك. يا من أنوار قدسه لأبصار محبيه رائقه ، وسبحات وجهه لقلوب عارفيه شائقة ، ويا منىٰ قلوب المشتاقين ، ويا غاية آمال المحبّين أسألك حبك وحب من يحبك ، وحب كل عمل يوصلني إلىٰ قربك ، وأن تجعلك أحب إليّ مما سواك ، وأن تجعل حبي إيّاك
قائداً إلىٰ رضوانك ، وشوقي إليك ذائداً عن عصيانك ، وامنن بالنظر إليك عليّ ، وانظر بعين