إلّا الباقي. مولاي يا مولاي أنت الدائم وأنا الزائل ، وهل يرحم الزائل إلّا الدائم. مولاي يا مولاي أنت الرازق وأنا المرزوق ، وهل يرحم المرزوق إلّا الرازق. مولاي يا مولاي أنت الجواد وانا البخيل ، وهل يرحم البخيل إلّا الجواد. مولاي يا مولاي أنت المعافي وأنا المبتلىٰ ، وهل يرحم المتبلىٰ إلّا المعافي. مولاي يا مولاي أنت الكبير وأنا الصغير ، وهل يرحم الصغير إلّا الكبير. مولاي يا مولاي أنت الهادي وأنا الضالّ ، وهل يرحم الضالّ إلّا الهادي. مولاي يا مولاي أنت الغفور وأنا المذنب ، وهل يرحم المذنب إلّا الغفور. مولاي يا مولاي أنت الغالب وأنا المغلوب ، وهل يرحم المغلوب إلّا الغالب. مولاي يا مولاي أنت الرب وأنا المربوب ، وهل يرحم المربوب إلّا الرب. مولاي يا مولاي أنت المتكبّر وأنا الخاشع ، وهل يرحم الخاشع إلّا المتكبّر. مولاي يا مولاي ارحمني برحمتك ، وارضَ عني بجودك وكرمك وفضلك. يا ذا الجود والإحسان ، والطول والامتنان » (١).
والامام أمير المؤمنين عليهالسلام في هذه الفقرات من المناجاة الرائعة يتوسّل إلىٰ الله تعالىٰ بحاجته وفقره ، ويضع حاجة العبد وفقره في موضع استنزال رحمة الله.
فإن المخلوق يستنزل رحمة الخالق ، والحقير يستنزل رحمة العظيم ، والضعيف يستنزل رحمة القوي ، والفقير يستنزل رحمة الغني ، والمرزوق يستنزل رحمة الرازق ، والمبتلىٰ يستنزل رحمة المعافي ، والضالّ يستنزل رحمة الهادي ، والمذنب يستنزل رحمة الغفور ، والمتحيّر يستنزل رحمة الدليل ، والمغلوب يستنزل رحمة الغالب.
وهذه من السنن الكونيّة لله تعالىٰ ، ولن تتبدل سنن الله ، فمهما كانت حاجته
__________________
(١) مفاتيح الجنان ، أعمال مسجد الكوفة ، مناجاة أمير المؤمنين عليهالسلام.