نزل بك ؟
قلت : الحسن بن زيد. فقال : اذن لا يقضي حاجتك ، ولا تسعف بطلبتك ، فعليك بمن يقدر علىٰ ذلك ، وهو اجود الاجودين ، فالتمس ما تؤمله من قبله ، فإني سمعت ابن عمي جعفر بن محمد يحدث عن ابيه عن جده عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : اوحى الله إلى بعض انبيائه في بعض وحيه : وعزتي وجلالي لاُقطّعن امل كل آمل أمّل غيري بالإياس ، ولأكسونه ثوب المذلة في الناس ، ولاُبعدنه من فرجي وفضلي ، ايأمل عبدي في الشدائد غيري والشدائد بيدي ؟ ويرجو سواي وانا الغني الجواد ؟ بيدي مفاتيح الابواب وهي مغلقة ، وبابي مفتوح لمن دعاني.
الم تعلموا أن من دهاه نائبة لم يملك كشفها عنه غيري ، فما لي اراه يأمله معرضاً عني ، وقد اعطيته بجودي وكرمي ما لم يسألني ؟
فأعرض عني ، ولم يسألني ، وسأل في نائبته غيري ، وانا الله ابتدئ بالعطية قبل المسألة.
أفاُسأل فلا أجود ؟ كلّا. اليس الجود والكرم لي ؟ اليس الدنيا والآخرة بيدي ؟ فلو أن أهل سبع سماوات وارضين سألوني جميعاً واعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك من ملكي مثل جناح البعوضة ، وكيف ينقص ملك انا قيّمه ، فيا بؤساً لمن عصاني ، ولم يراقبني.
فقلت له : يا بن رسول الله ، أعد علي هذا الحديث ، فأعاده ثلاثاً ، فقلت : لا والله ما سألت احداً بعدها حاجة ، فما لبث أن جاءني الله برزقٍ من عنده » (١).
__________________
(١) بحار الأنوار ٩٣ : ٣٠٣ ـ ٣٠٤.