العبد ليدعو فيقول الله تبارك وتعالىٰ : عجلوا له حاجته فإني ابغض صوته » (١).
وعن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام : « إن العبد الولي لله ليدعو الله عزّوجلّ في الامر ينوبه ، فيقال للملك الموكل به : اقض لعبدي حاجته ، ولا تعجلها فإني اشتهي أن اسمع صوته ونداءه ، وإن العبد العدو لله عزّوجلّ يدعو الله عزّوجلّ في الامر ينوبه ، فيقال للملك الموكل به : اقض حاجته ، وعجلها فإني اكره أن اسمع صوته ونداءه » (٢).
والله تعالی يكره سؤال الناس بعضهم لبعض ، ويحب للمؤمن ان يكرم نفسه ويده عن السؤال ، ولكنه تعالىٰ يحب سؤال المؤمنين منه ، ويحب تضرعهم ودعاءهم عنده.
عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إن الله احب شيئاً لنفسه وابغضه لخلقه ، ابغض لخلقه المسألة ، واحب لنفسه أن يسأل ، وليس شيء احب الله عزّوجلّ من أن يسأل ، فلا يستحي احدكم من أن يسأل الله من فضله ، ولو شسع نعل » (٣).
وعن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام : « إن الله يحب العبد أن يطلب إليه في الجرم العظيم ، ويبغض العبد أن يستخف بالجرم اليسير » (٤).
روي عن محمد بن عجلان قال : « اصابتني فاقة شديدة واضاقة ، ولا صديق لمضيق ، ولزمني دين ثقيل وعظيم ، يلح في المطالبة ، فتوجهت نحو دار الحسن بن زيد ، وهو يومئذ أمير المدينة لمعرفة كانت بيني وبينه ، وشعر بذلك من حالي محمّد بن عبدالله بن علي بن حسين عليهمالسلام ، وکان بيني وبينه قديم معرفة ، فلقيني في الطريق فاخذ بيدي وقال : قد بلغني ما أنت بسبيله ، فلن تؤمّل لكشف ما
__________________
(١) وسائل الشيعة ٤ : ١١١٢ ، ح ٨٧٣١ ، اصول الكافي : ٥٢٦.
(٢) اصول الكافي : ٥٢٧ ، وسائل الشيعة ٤ : ١١١٢ ، ح ٨٧٣٢.
(٣) فروع الكافي ١ : ١٩٦ ، من لا يحضره الفقيه ١ : ٢٣.
(٤) المحاسن للبرقي : ٢٩٣ ، بحار الأنوار ٩٣ : ٢٩٢.