لقائك برؤيتك ، وأخرج حبّ الدنيا من قلوبنا كما فعلت بالصالحين من صفوتك ، والأبرار من خاصّتك ، برحمتك يا أرحم الراحمين ».
وفي التكملة التي يذكرها السيد بن طاووس لدعاء الامام الحسين عليهالسلام في عرفة : « كيف يستدلّ عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك ؟ أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتىٰ يكون هو المظهر لك ؟ متىٰ غبت حتىٰ تحتاج إلىٰ دليل يدلّ عليك ؟ ومتىٰ بعدت حتىٰ تكون الآثار هي التي توصل إليك ؟ عميت عين لا تراك عليها رقيباً ، وخسرت صفقه عبدٍ لم تجعل له من حبّك نصيباً ... فاهدني بنورك إليك ، وأقمني بصدق العبودية بين يديك ... وصنّي بسرّك المصون ... واسلك بي مسلك أهل الجذب ، إلهي أغنني بتدبيرك لي عن تدبيري ، وباختيارك عن اختياري ، وأوقفني عن مراكز اضطراري ... أنت الذي أشرقت الانوار في قلوب أوليائك حتىٰ عرفوك ووحّدوك. وأنت الذي أزلت الاغيار عن قلوب أحبّائك حتىٰ لم يحبّوا سواك ، ولم يلجأوا إلىٰ غيرك ، أنت المؤنس لهم حيث أوحشتهم العوالم ، وأنت الذي هديتهم حيث استبانت لهم المعالم. ماذا وجد من فقدك ؟ وما الذي فقد من وجدك ؟ لقد خاب من رضي دونك بدلاً ، ولقد خسر من بغىٰ عنك متحولاً ، كيف يُرجىٰ سواك وأنت ما قطعت الاحسان ؟ وكيف يُطلب من غيرك وأنت ما بدّلت عادة الامتنان ؟ يا من أذاق أحبّاءه حلاوة المؤانسة فقاموا بين يديه متملّقين ، ويا من ألبس أولياءه ملابس هيبته فقاموا بين يديه مستغفرين ... إلهي اطلبني برحمتك حتىٰ أصل إليك ، واجذبني بمنّك حتىٰ اُقبل عليك » (١).
__________________
(١) بحار الأنوار ٩٨ : ٢٢٦.