وعباده الصالحين ، كما يتسلسل الكره والعداء والبغضاء في الخط الآخر المعادي لله ولرسوله.
وعندما نمعن النظر في النصوص الاسلامية الواردة في الحبّ والبغض في الله نجد أنها تقسم الساحة إلىٰ شطرين اساسيين وجبهتين متقابلتين : جبهة أولياء الله وأحبائه علىٰ اختلاف درجاتهم في حبّ الله ، وجبهة أعداء الله علىٰ اختلاف درجاتهم في العداء والحبّ.
وليس للمؤمن خيار في هذه الساحة ، وإنما عليه أن يحدد مواقفه وتحرّكاته وميوله النفسية ضمن ضوابط الحبّ في الله والبغض في الله.
ولن يكون للمؤمن عمل من الأعمال الصالحة رغم كثرتها ، يرفعه إلىٰ الله أفضل من أن يحبّ في الله ويبغض في الله.
وإليك هذه الباقة من الروايات :
١ ـ روىٰ البرقي في (المحاسن) عن أبي بصير قال : « سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : إنَّ المتحابّينَ في اللهِ يوم القيامة علىٰ منابر من نور ، قد أضاء نور أجسادهم ونور منابرهم كلَّ شيء ، حتىٰ يُعرفوا به فيقال : هؤلاءِ المتحابّونَ في اللهِ » (١).
٢ ـ عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لبعض أصحابه ذات يوم : « يا عبد الله ، أحببْ في الله ، وأبغض في الله ، ووالِ في الله ، وعادِ في الله ، فإنه لا تُنالُ ولايةُ الله إلّا بذلك ، ولا يجد رجلٌ طعمَ الايمان وإن كثرت صلاتهُ وصيامهُ حتیٰ يكون كذلك ... » (٢).
٣ ـ وعن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام قال : « مِن أوثق عرىٰ الايمان أن تحبّ في الله ، وتبغض في الله ، وتعطي في الله ، وتمنع في الله عزّوجلّ » (٣).
__________________
(١) بحار الانوار ٧٤ : ٣٩٩ ، عن المحاسن ٢٦٤ ـ ٢٦٥.
(٢) أمالي الصدوق : ١١.
(٣) أمالي الصدوق : ٣٤٥ ، طبعة حجرية.