نحاربهم هم أعداء الله ورسوله وأئمة الكفر.
إن المساحة المؤمنة من المجموعة البشرية بعضهم من بعض ، وبعضهم أولياء بعض ؛ يجمعهم الولاء لله وللرسول ، وحبّ الله ورسوله ، ويجمعنا بهم هذا الولاء والحبّ ... ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ أُولَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّـهُ ) (١).
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَـٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) (٢).
وهذه هي مساحة الولاء في الساحة البشرية.
ومساحة البراءة علىٰ الأرض ، وفي المجتمع هي المساحة التي تضم أعداء الله ورسوله من الكفار ، والمشركين ، ومن أئمة الكفر من الذين يحادّون الله ورسوله ، ويشاقّونهها ، ويصدون الناس عن دين الله ، ويحاربون الله ورسوله.
هؤلاء يشكّلون جبهة متميزة علىٰ وجه الارض ... تقف دائماً في قبال الجماعة المؤمنة ، وتضمر لها الكيد والمكر ، وترث العداء للمؤمنين خلفاً عن سلف ، ولن تكفّ عن محاربة الامة المسلمة حتىٰ تتبع ملّتها. ولن يهدأ لهم بال ما دام لهذا الدين قائمة علیٰ وجه الارض. ( وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) (٣).
هؤلاء بعضهم أولياء بعض ، وبعضهم من بعض ، اُمة واحدة في قبال الامة المسلمة ... والموقف منهم المفاصلة التامة. ليست بيننا وبينهم صلة أو مودّة ، ومن
__________________
(١) التوبة : ٧١.
(٢) الانفال : ٧٢.
(٣) البقرة : ١٢٠.