المحظورة ، والمناطق المجازة فيها لا نستطيع أن نتحرك في هذه الساحة ، ولا نستطيع أن نميز فيها بين أعدائنا وأصدقائنا ؛ وإن الحبّ في الله يرسم لنا في هذه الساحة خارطة دقيقة نستطيع أن نميز فيها بدقة الاصدقاء عن الاعداء ، ونعرف أين نضع ثقتنا ومن أين نسحب الثقة ، وإلىٰ من نركن وممّن نحذر ، وإلىٰ من نمدّ أيدينا ، وعمّن نسحب أيدينا ، ومع من نتعامل بثقة ، ومع من نتعامل بحذر.
فلقد شطّت هذه الامة بعيداً ، والتبس عليها الأمر طويلاً ، وركنت كثيراً إلىٰ الذين نهىٰ الله عن الركون إليهم ، وأقامت علاقات وثيقة مع الذين نهىٰ الله عن مودّتهم ، ووصلت حبلها بحبل أعداء الله ، وقطعت حبلها عن حبل أولياء الله ، ومالت إلىٰ أقصىٰ اليمين طوراً ، وإلىٰ أقصىٰ اليسار طوراً ، وصفّقت لاعداء الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومالت مع كل ريح ... كل ذلك في غياب الضوابط والمعايير الاسلامية في الحبّ والبغض والتقارب والتباعد.
وإن ضوابط الولاء و (الحبّ في الله) تعطينا خطوطاً دقيقة جداً للعلاقات والصلات والوشائج ، وترسم لنا الخارطة السياسية للساحة البشرية عموماً ، وتميز لنا فيها اصدقاءنا من أعدائنا.
كما أنها ترسم لنفوسنا الحدود الدقيقة لميولها وتعلّقاتها ، ورغباتها ، وحبّها وبغضها.
إن هذه الخارطة تقسّم الساحة البشرية إلىٰ جزأين متمايزين (الولاء) و (البراءة). ولكل من الولاء والبراءة مساحة خاصة به ، ولكل من هاتين المساحتين احكامه الخاصة به ، وإن ضوابط الولاء والحبّ في الله تحدد بصورة دقيقة مساحة كل من الولاء والبراءة ، والاحكام الخاصة بكل منهما.
وضابطة الولاء والبراءة واضحة ... إنها الحبّ في الله والبغض في الله.
إن اولياءنا
وأصدقاءنا في هذه الساحة هم المؤمنون. وإن أعداءنا الذين