ورسوله ويتّبعهما بطبيعة الحال ، وطاعة الله ورسوله تستتبع حبّ الله ومغفرته ، يقول تعالىٰ : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (١).
٢ ـ ومنها أنّ حبّ الله تعالىٰ يطهّر القلب مما يرين عليه ، ومن الأدران ، ومن التعلّق بالدنيا ، فإنّ حبّ الله هو العامل الأقوى والأكثر نفوذاً في قلب الإنسان ، والعامل الأقوى يصفّي العوامل المعاكسة والمضادّة.
وقد روي عن أمير المؤمنين علي عليهالسلام قوله :
« حبُّ الله نارٌ لا يمرُّ على شيء إلّا احترق ، ونور الله لا يطلع على شيء إلّا أضاء » (٢).
فهو نار ونور ، يطهر القلب ، ويُضيئه ، ويمنحه النور والبصيرة.
وروي عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : « حبّ الله إذا أضاء على سرّ عبد أخلاه عن كلّ شاغل ، وكلّ ذكر سوى الله عنده ظلمة ، والمحبّ أخلص الناس سرّاً لله وأصدقهم قولاً ، وأوفاهم عهداً ، وأزكاهم عملاً ، وأصفاهم ذكراً ، وأعبدهم نفساً ، تتباهى الملائكة عند مناجاته ، وتفتخر برؤيته .. » (٣).
٣ ـ ومن نتائج حب الله الذكر ، فإنّ قلب المحب ذاكر ، والقلب الساهي واللاهي لا يدخله الحبّ ، ولا يمكن أن يغفل ويسهو المحبّ عمّن يحبّ.
عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « علامة حبّ الله تعالىٰ حبّ ذكر الله ، وعلامة بغض الله تعالىٰ بغض ذكر الله عزّ وجل » (٤).
فإنّ الإنسان إذا أحبّ شيئاً ذكره ، وإذا أكثر من حبّ شيء أكثر من ذكره ،
__________________
(١) آل عمران : ٣١.
(٢) بحار الأنوار ٧٠ : ٢٣.
(٣) المصدر السابق.
(٤) كنز العمّال : ح ١٧٧٦.